تشهد ثانوية "المغرب العربي" بمنطقة المحاميد بمراكش منذ الخامس من هذا الشهر حركية فوق العادة، وذلك بعد إقدام ولي أمر تلميذة بالجذع المشترك على اتهام أستاذ مادة التربية الإسلامية بالمؤسسة على طرد ابنته من الحصة بعد رفضها الخضوع لضغوطاته ووضع فولار على رأسها، كما ورد في تصريحات المعني. الأستاذ والذي قضى بسلك التعليم 37 سنة، وهو مقبل على التقاعد هذه السنة، نفى لأخبارنا المغربية طرده للتلميذة شيماء بشكل قاطع، واعتبر التهمة في مُجملها تحاملا عليه، وشحنا مورس على الفتاة..مستدلا بإشهاد للإدارة التربوية للمؤسسة نتوفر على نسخة منه ينفي إعتمادا على نتائج تحقيق داخلي واقعة الطرد بدعوى عدم إرتداء الفولار، ويعتبره مجرد افتراء وكذب لم يسبق لإدارة المؤسسة أن تلقت بشأنه أية شكاية، الأستاذ تحدث عن أدلة دامغة تعزز كلامه، وتؤكد بالملموس موقفه، وأيضا بتصريح كتابي أدلت به شيماء لإدارة المؤسسة، وخطته بيدها بتاريخ 2015/11/11 ومما جاء فيه: "بعد انتهاء حصة التربية الإسلامية دار حوار بيني وبين الأستاذ (ا) كان موضوعه الأساسي الحجاب..." وهو ما اعتبره الأستاذ المعني دليل براءته بقوله: "الحصة إنتهت فكيف لي بطردها منها؟" والد التلميذة وولي أمرها وفي إتصال هاتفي بأخبارنا المغربية أكد تعرض ابنته للطرد من الحصة، كما أكد تفاصيل تعرض ابنته وزملائها وزميلاتها لضغوطات من مدرسهم تلزمهم بوضع "فولار" بالنسبة للإناث ولبس جلابيب وفوقيات وطاقيات للذكور. الأب إعتبر الأمر خطيرا، وحمل المسؤولية لإدارة المؤسسة وللمفتش المسؤول ولنيابة التعليم بمراكش. وأكد لنا تقدمه بشكاية في الموضوع للنيابة العامة مطالبا وزارة بلمختار بفتح تحقيق في الإتهامات الموجهة للأستاذ. ثمانية محامين من هيئة مراكش أعلنوا مآزرتهم للأب نائبا عن بنته القاصر في الشكاية التي تقدم بها إلى وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بمراكش منذ 19 نونبر الجاري ضد الأستاذ المذكور ومدير المؤسسة وحارس عام بها. جميلة جودار محامية بهيئة مراكش ونائبة عن المشتكي قالت لأخبارنا المغربية: "ما وقع يدخل في دائرة العنف ضد المرأة، ما تعرضت له شيماء تعرض له آخرون لكن لا أحد استطاع أن يتصدى لهذه الممارسات... بالفعل تم الإستماع للفتاة من طرف وكيلة الملك بحضور الأب، والملف الآن بين يدي القضاء... قبل أن تضيف العديد من الهيئات الحقوقية والجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة أعلنت تضامنها ومآزرتها لموكلي وابنته... و نحن كمجموعة محامين وفاعلين حقوقيين نعتبر ما وقع أمرا غير معزول، وهجمة تنظمها مجموعة أشخاص هدفها فصل المجتمع المغربي عن إسلامه الذي نعتبره مغربيا، وتحاول فرض ما يتم تداوله في الكتب الصفراء من صيغة نمطية للتدين... ونعلن إدانتنا لكل فكر ظلامي داعشي يسعى لإيقاف الفكر التحرري، وفرض نمط معين على أبناءنا وهي رسالة نوجهها لوزارة التربية الوطنية... وللإشارة فقد نظم أساتذة المؤسسة وقفتين إحتجاجيتين تضامنا مع زميلهما، كما وقع 48 من العاملين والعاملات بالمؤسسة وثيقة توصلنا بنسخة منها يعلنون من خلالها تضامنهم المطلق مع زميلهم، ويصفون الإتهامات الموجهة له ب"الأكاذيب والإفتراء ات والأباطيل"، معتبرين أن إدارة المؤسسة عرضت على والد التلميذة الإستماع إليه بحضور الأستاذ، كما اقترحت على الأستاذ تغيير القسم وإسناده لزميل له.. دون نتيجة.