أكدت بيانات أحد الصندوقين الأسودين لطائرة الإيرباص "إيه 321" الروسية التي تحطمت بمصر، الطابع "العنيف والمفاجئ" للحادث، وفق ما قال الجمعة مصدر قريب من الملف في باريس. وأشار المصدر إلى أن تفكيك شيفرة التسجيلات المتعلقة بمعطيات الرحلة، وتسجيل الأصوات الصادرة من قمرة قيادة الطائرة تفيد بأن "كل شيء كان طبيعيا" أكان على مستوى الآلات أو الأحاديث حتى الدقيقة ال24 للرحلة عندما توقف الصندوقان عن العمل بشكل مفاجىء ما يدل على "انخفاض مفاجىء جدا للضغط ناجم من انفجار". وأوردت صحيفة "لوبوان" الفرنسية، أن التسجيلات التي استخصلت من أحد الصندوقين الأسودين أظهرت أن وقوع انفجار هو فعليا السبب في سقوط الطائرة الروسية. وقال مصدر قريب من التحقيق نقلا عن بيانات الصندوق الذي يسجل إحداثيات الرحلة إن "كل شيء كان طبيعيا، طبيعيا تماما خلال الرحلة، ثم وبشكل مفاجئ لم يعد هناك شيء"، مضيفا "هذا يؤكد الطابع الفوري والمفاجئ للحادث". وأضاف أن آثار الأضرار من داخل الطائرة إلى خارجها ظهرت على بعض صور الحطام "ما يرجح فرضية المتفجرات النارية".وأضاف المصدر أن تحليل الصندوقين الأسودين مع ما تم جمعه من معلومات من مكان تحطم الطائرة، وخبرة المحققين، تتيح "ترجيح" فرضية الاعتداء "بقوة" كمسبب لسقوط الطائرة الروسية في سيناء. وكانت لندن وواشنطن أشارتا علنا إلى فرضية انفجار قنبلة وضعت في الطائرة أثناء تحليقها ما أدى إلى مقتل ركابها ال224 في سيناء في 31 تشرين الأول/أكتوبر. وقال المصدر نفسه أيضا إن "فرضية الانفجار الناتج من خلل فني أو حريق مستبعدة بشكل كبير لأن التسجيلات (في حالة مماثلة) كانت سترصد شيئا قبل انقطاع الاتصال وكان الطياران سيقولان شيئا". لكن المصدر تدارك "أن فرضية الانفجار العرضي العنيف تبقى ممكنة أيضا نظريا، إلا أنها هنا وانطلاقا من الوقائع تعتبر ضئيلة الاحتمال بشكل كبير" قبل أن يضيف "أن أي طائرة لا يمكن أن تتوقف بهذا الشكل المفاجئ عن بث معلومات وهي تحلق على ارتفاع كبير ما لم يكن هناك انفجار".وأعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مساء الجمعة على تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال أمن الطيران المدني، وذلك إثر قرار بوتين تعليق رحلات الطيران الروسية إلى مصر. وقالت الرئاسة في بيان إنه "تم الاتفاق بين الرئيسين على تعزيز التعاون بين السلطات المعنية في الدولتين من خلال التنسيق بين سلطات الأمن والطيران المدني في البلدين بهدف ضمان أمن وسلامة السائحين الروس وتعزيز الإجراءات الأمنية للطائرات الروسية". وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن منذ السبت مسؤوليته عن إسقاط الطائرة التي قضى جميع ركابها بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في أسوأ كارثة يمنى بها قطاع الطيران الروسي.