خرجت ساكنة مدينة العيون، مساء اليوم الجمعة، عن بكرة أبيها، بنظام وانتظام، لتخص الملك محمد السادس، باستقبال شعبي تاريخي منقطع النظير لدى وصوله مساء اليوم لمطار العيون الحسن الأول، في رسالة تؤكد مجددا تشبثا وتعلقا قويين وثابتين للشعب بالعرش العلوي، وبالوحدة الترابية والوطنية للمملكة. ففي استحضار واضح لروح التلاحم والوحدة والانضباط التي طبعت المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية قبل 40 سنة، خرجت ساكنة العيون، منذ الساعات الأولى من مساء اليوم، في أجواء خاصة للترحيب بمقدم ضامن وحدة واستقرار المملكة من طنجة إلى الكويرة ولتأكيد ارتباطها بالوطن الأم، المغرب، وعلى مغربية الصحراء، كيف لا والأمر يتعلق بزيارة ملكية تتزامن مع لحظة فارقة في مسار تطور الأقاليم الجنوبية..الذكرى ال 40 لانطلاق المسيرة الخضراء لاسترجاع جزء لا يتجزأ من التراب المغربي.
وهكذا وعلى مدى المشوار الفاصل بين مطار العيون الحسن الأول ومقر إقامة الملك ، خرج عشرات الآلاف من سكان المدينة، والمناطق المجاورة ، شيبا وشبابا وأطفالا، بالزي الصحراوي التقليدي، وهم يحملون صور الملك والمصحف الشريف وأعلام وطنية ولافتات تنطق بمغربية الصحراء، في تمثل واضح لأجواء وحماس المسيرة الخضراء قبل أربعين سنة، يوم خرج نحو 350 ألف مغربي لاسترجاع صحرائهم بسلاح السلم والكلمة. "عاش الملك" و"ملكنا واحد..محمد السادس" و"الصحراء صحراؤنا..والملك ملكنا" و"بالروح، بالدم..نفديك يا صحراء" شعارات وكلمات تعني ما تعنيه، رددها الصحراويون بحماس وابتهاج وبصوت كان يعلو كلما اقترب الموكب الملكي، وصنعوا بذلك صورة وفاء بمضمون وروح قسم المسيرة الذي يرتسم على جدران المدينة.