يظل بدر هاري شخصا مثيرا للجدل و للغيرة أيضا ، فهناك من يحترمه إلى حد التبجيل ، و هناك من يمقته إلى حد الشعور بحرارة في القولون عند التلفظ باسمه... فبعد أن أدانته المحكمة الهولندية ، انفجر المكبوت في صدور الناقمين ، و خرجت من الجحور آلاف الأقلام و الألسنة لتأكل من لحمه على نحو يشي بالشماتة و الخسة . و من هؤلاء « الشجعان » مهاجر إفريقي يلقب نفسه بالشيخ سار ، ليس أبلها و إنما هو طيب إلى حد السذاجة ، بعد أن قرأ كتابا أو كتابين عن الاستجمار و الاستنجاء رأى أن الوقت قد حان ليصبح داعيا إلى الله و حاميا للأخلاق و الفضيلة . صار لا يترك فرصة تمر دون الطعن في المغاربة و المغربيات ، مستعملا مفردات دينية كالفسق و النفاق و الفجور ، كأنه يملك تفويضا من الخليفة البغدادي. و هو معروف أيضا بعشقه لتصوير فيديوهات فنية عن الخلفيات الثقافية للمغربيات ، متجاهلا أو جاهلا بقول النبي الكريم « من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته » . لعله معذور لأنه لا يقرأ إلا كتبا فكرية من النوعية التالية : « السر الخطير في كشف فوائد بول البعير » أو « كيف تتعلم فن تصوير الخلفيات في خمسة أيام » ... لعل ورعه المزعوم يجعله لا يكف عن الطعن في أخلاق المغاربة و سلوكياتهم بطريقة فجة تشي بنشأته في منطقة بعيدة عن الحضارة ، و كان لا بد له أن يستغل الحملة التي شنها البعض على بدر هاري ، ليركب الموجة و يكتب في تدوينة صغيرة أن « البطل بالأخلاق و ليس بالألقاب » ، مقطرا شمع الشماتة على البطل العالمي ، و كأنه أصيب بالزهايمر و نسي فضيحته المجلجلة حين كان يتلصص على أرداف المغربيات ، يومها أمسك الكاميرا التي صنعها الكفار و راح يطوف شوارع المملكة كالمراهقين لتصوير النساء سرا من الخلف ، و لا ندري إن كان يحمل أيضا علبة من صابون الكف ، و لعله محظوظ ، فلو كان هاري حاضرا في تلك اللحظة ، لكسر الكاميرا على قفاه و لأرغمه على فعل أشياء لا تسر الناظرين و لا السامعين . و الغريب في الأمر أن هذا الشيخ الورع لا يخجل من التشكيك في نوايا الناس كأن الله قد أوحى إليه بما في نفس هاري ، فأخذ يطعن في دوافعه الحقيقية للتبرع بالخرفان ، و لم يجد حرجا في اتهامه بالرياء لأنه جاهر بالصدقة و ليس بالمعصية ، مع أن القرآن يقول : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) ، لكن يبدو أن الشيخ سار لا يقرأ القرآن أو أنه لا يفهم الفصحى بحكم أصوله الإفريقية . في الحقيقة اللهم أن يجاهر المرء بالصدقة أو يجاهر بهوايته في تتبع عورات المغربيات ! الذي لا يعلمه الشيخ سار هو أن بدر هاري لا يمثل علينا دور القديس ، لأنه مثلنا جميعا له جانبه المضيء و أيضا جانبه المظلم ، إنه تجسيد للإنسان الحقيقي الذي يتنزه عن ارتداء الأقنعة . قد يكون متهورا أحيانا ، و عنيفا أحيانا أخرى ، لكنه لا يرتدي جلباب الدين و لا ينصب على الناس ب « قال الله و قال الرسول » . لا يمكن لهاري أن يكون بلا عيوب ، أتعلم لماذا يا شيخنا سار ؟ لأن المنافقين وحدهم من يدَعون المثالية ! من راقب الناس مات هما ، و بدل أن تراقبَ بدر هاري و أردافَ المغربيات ، راقب نفسك قليلا و حاول أن تتطهر من جراثيم الوهابية التي تعشش في مخك .حاول أن تقرأ كتبا لمفكرين مسلمين مستنيرين ، أما الكتب التي تشتريها بدرهمين من أمام المساجد فتجعل فهمك للإسلام فهما نازيا و مثيرا للشفقة .
في الأخير يا شيخنا إلياس ، يا راعي الفضيلة و الأخلاق ، أتمنى ألا يلقاك هاري في زنقة مظلمة !