تتواصل عمليات البحث عن جثث ركاب الطائرة الروسية التي تحطمت السبت في سيناء بمصر وقتل فيها 224 شخصا، حيث أوضح وزير الطيران المدني حسام كمال في مؤتمر صحافي مساء السبت أنه تم العثور على الصندوقين الأسودين، مشيرا إلى أن "الاتصالات بين الطائرة وبرج المراقبة كانت طبيعية ولم يكن هناك أمر غير طبيعي قبل الحادث ولم تطلب الطائرة تغيير خط سيرها". وأكد رئيس الوزراء المصري أنه تم إخلاء 129 جثة إلى مطار "كبريت" الواقع عند المدخل الجنوبي لقناة السويس، وبدأ نقلها برا إلى مشرحة "زينهم" في القاهرة ومستشفيات أخرى. وأضاف أن عمليات البحث مستمرة، مشيرا إلى أن حطام الطائرة "منتشر في دائرة قطرها من 6 إلى 8 كيلومترات" وموضحا أن "فريقا روسيا متخصصا سيشارك في وقت لاحق في عمليات البحث. ووصل في ساعة متأخرة من مساء السبت إلى العاصمة المصرية وزير الطوارئ الروسي فلاديمير بوتشكوف ووزير النقل سوكولوف وبصحبتهما فريق من المحققين والخبراء في الإنقاذ، بحسب مصدر ملاحي في مطار القاهرة. وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين "أعرب خلاله عن خالص تعازيه ومواساته للرئيس الروسي ولدولة روسيا الاتحادية حكومة وشعبا، في ضحايا حادث" الطائرة المنكوبة، بحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف. وفي بيان على حسابها الرسمي على تويتر، قالت ولاية سيناء "تمكن جنود الخلافة من إسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء"، مضيفة "لتعلموا أيها الروس ومن حالفكم أن لا أمان لكم في أراضي المسلمين ولا أجوائهم وأن قتل العشرات على أرض الشام بقصف طائراتكم سيجر عليكم الويلات". غير أن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف قال أن إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" عن مسؤوليته عن سقوط الطائرة "لا يمكن اعتباره صحيحا"، وأضاف "نحن على اتصال دائم بزملائنا المصريين وبالسلطات الجوية في هذا البلد. حتى الآن لا يملكون أي معلومة تؤكد تلميحات من هذا النوع". وسئل رئيس الوزراء المصري في مؤتمر صحفي حول ما إذا كان عمل إرهابي وراء تحطم الطائرة فاكتفى بالقول أن "الخبراء أكدوا أنه فنيا لا يتم إسقاط الطائرة من هذا الارتفاع وأن الصندوق الأسود هو ما يحدد سبب سقوط الطائرة، وفي الوقت الحالي هناك تقييم فني وفق الأسس المتعارف عليها". وقال العديد من الخبراء العسكريين لوكالة الأنباء الفرنسية أن ولاية سيناء، التي تعد منطقة شمال سيناء معقلها، لا تملك صواريخ قادرة على استهداف طائرة على ارتفاع 30 ألف قدم، ولكنهم لم يستبعدوا إمكان وجود قنبلة على متن الطائرة أو أنها أصيبت بصاروخ أو بقذيفة أثناء محاولة الطائرة الهبوط إثر عطل فني.