كل من يعشق السياحة الجبلية ، لا يفكر سوى في إفران ، مدينة سياحية بامتياز ، ما يميزها طابعها الجبلي حيث تقع بين أحضان جبال الأطلس المتوسط ، الذي يضفي عليها مناخا متوسطيا معتدلا ، بالإضافة إلى تعاقب الأربعة فصول في السنة. تمتاز إفران بجمالها الساحر من خلال مناظرها الطبيعية المتشكلة من الشلالات والأشجار باختلاف ألوانها و أشكالها و بعض الكهوف التي من خلال اسمها الأمازيغي اشتق للمدينة هذا الاسم . تمتد إفران على مساحة 3573 كلم مربع تحتل فيها المساحة الخضراء أكثر من ألف هكتار، مساحات يغلب عليها صنف الأرز و البلوط الأخضر ، بالإضافة إلى تشكل العديد من البحيرات الدائمة والموسمية ، و ارتداؤها لثوب العروس في الشتاء يجعل منها قمة الجمال طول السنة . يعتبر المنتزه الوطني لإفران من أكبر الغابات امتدادا بالمغرب ، و المكونة غالبا من شجر أرز الأطلس ، بحيث يحتوي على ربع أشجار الأرز على المستوى العالمي هذا زيادة على الحيوانات التي تعيش فيه، بحيث يتكون من 37 صنفا من الثدييات أهمها القردة من نوع «زعطوط» الأكثر وفرة إضافة إلى 142 صنفا من الطيور و 33 صنفا من الزواحف و الضفادع و أنواع أخرى من اللا فقريات التي تعيش في الأنهار ، بالإضافة إلى أنواع عديدة من الأسماك. مجهودات بذلت من طرف الفاعلين المحليين ، سواء في خلق مسارات سياحية بالمنتزه الوطني بإفران للحفاظ على الموارد الطبيعية و المائية بالغابات ، عبر تثمين النظام الإيكولوجي و أداءاته المتنوعة أو من خلال خلق مركز ( فضاء الأرزية ) ، بغابة إفران و آزرو من طرف المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر ، لتشجيع التربية البيئية و السياحة الأيكولوجية ، بالإضافة إلى المساهمة في الحفاظ على التوازن والتنوع الطبيعي، من خلال حملات التشجير . إن الحاجة ماسة إلى التعريف بمنتوجنا الغابوي و البيئي عالميا ، و خاصة أرز الأطلس الذي يغطي حوالي 133 الف هكتار على المستوى الوطني و يمثل ربع شجر الأرز على المستوى العالمي ، نظرا لجماليته الطبيعية التي قل نظيرها في الوسط الغابوي على الصعيد المغربي و المتوسطي ، حتى أضحت بعض الأشجار التي عمرت لقرون ، رمزا لشموخ شجر أرز الأطلس مثل شجرة «كورو» الشهيرة. منتوجات سياحية ، بحاجة إلى الحماية من الأيادي الطويلة ، خصوصا مافيا الخشب الذين ينهبون ثروات الغابة ، كشجرة الأرز التي تعرف ارتفاعا في ثمن خشبها ، مما يجعلها مهددة أكثر من غيرها ، بالإضافة إلى شجرة البلوط الأخضر الذي يطلق عليه محليا «الكروش» ، تستعمله الساكنة المحلية في التدفئة ، الشجرة المشكلة لأغلب غابات إفران عموما ، تبقى عرضة للحرائق ، و القطع من طرف مافيا الحطب . إن الاعتماد على المؤهلات الطبيعية ، وتنويع و خلق فضاءات إيكولوجية ، للترفيه خصوصا للأطفال وخلق مراكز جديدة للسياحة ، كتوفير حديقة نموذجية للأصناف الحيوانية ، بالمنطقة قد ينعش و يساهم في الرفع من مؤشر التنمية السياحية بالمنطقة، و إفران كنموذج رائد في السياحة الإيكولوجية (...) ، و الكف عن السياسة التي ينهجها كافة الفاعلين المحليين عن طريق تلميع الوجه البارز في إفران ، «وسط المدينة»، دون الأخذ بعين الاعتبار ، توسيع رقعة العمل ، و توفير نموذج استثنائي بالمنطقة . إضافة إلى غياب الرقابة ، على كل المرافق التي تساهم بشكل أو بآخر في تكريس نموذج السياحة الموسمية «عابري السبيل»، عن طريق تفاوت الأثمنة في مواقف السيارات التي يشتكي منها غالبية الزوار ، و ارتفاع أثمنة المطاعم (...) ، إن فرض الرقابة على كل القطاعات و توحيد الأسعار في كل المرافق ، و تجويد الخدمات المقدمة، قد يخلق جو من المصالحة بين الزائر و المنطقة ، ويرفع من مؤشرات التنمية السياحية ، و يعطي لإفران صدا طيبا على المستوى الوطني و العالمي . في ظل والإكراهات و المعيقات التنظيمية ، خصوصا في الجانب المتعلق بضخ أفكار جديدة، تصب في تنمية و تثمين المنتوج السياحي، وخلق فضاءات جديدة للترفيه و الرياضة السياحية (...)، تجعل من نموذج إفران في السياحة الإيكولوجية ، يبقى ضعيفا في غياب الآليات و الشراكات لتفعيل رؤية جديدة تسهم فيها كل الفعاليات ، والمستثمرين المحليين ...