عبر المجلس البلدي لمدينة الداخلة والمجلس الإقليمي لوادي الذهب، باسم ساكنة المدينة والإقليم، عن استنكارهما للخرجة غير محسوبة العواقب لحكومة السويد في ضرب صارخ لعلاقات التعاون المشترك بين المغرب والسويد البلدين الصديقين. وأكد بيان صادر عن المجلسين، والموجه إلى كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون وسفير دولة السويد بالمغرب ووالي جهة الداخلة وادي الذهب، أن هذا الاستنكار الجماعي يأتي "اعتبارا لحجم الهجمة الشرسة والمناورة الجسيمة للحكومة السويدية ضدا على الوحدة الترابية للمملكة المغربية بعد أقل من شهر من قيام الصحراويين المغاربة بالأقاليم الجنوبية باختيار ممثليهم بكل حرية عبر صناديق الاقتراع في استحقاقات الرابع من شتنبر الماضي". واستغرب البيان "صدور هذا الموقف أمام ما يشهده الاتحاد الأوروبي من أزمة غير مسبوقة مرتبطة بالهجرة، والانتكاسة الاقتصادية لليونان، والإرهاب، واقتراح حكومة السويد مشروع قانون يعترف بكيان وهمي لا يتماشى بتاتا مع مصالح الاتحاد على صعيد الأمن والحكامة المالية". وأضاف أن هذا الكيان الوهمي بالذات هو ما أشار إليه مؤخرا تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، واصفا إياه ب"المتعهد الفاسد والجشع لمساعدات إنسانية أوروبية لا تجد سبيلها السليم للمستحقين الفعليين". وأبرز البيان أن المجموعة الدولية تشهد، اليوم، على تصرف طائش من لدن حكومة دولة أوروبية لا تأبه لمصالح الاتحاد، وتعتزم إصدار اعتراف بكيان وهمي ثبتت ارتباطاته مع أخطر وأعتى الشبكات الإجرامية الناشطة في منطقة الساحل و الصحراء. وأشار الى أن ساكنة الداخلة وإقليم وادي الذهب، "بقدر ما عبرت عن شجبها واستنكارها الشديدين للتدخل في شؤون الوحدة الترابية للمملكة المغربية من طرف ساسة السويد، بالقدر الذي يعتبرونه انتهاكا صارخا لحرمة الأممالمتحدة وتسفيها لجهودها وشرعيتها واحتقارا لقراراتها ونسفا خطيرا لمسلسل السلام ومناورة لزعزعة استقرار منطقة الساحل والصحراء الهشة ومحاولة للنيل من شريك ذي مصداقية بالنسبة للاتحاد الأوروبي ومتراسه الأساسي ضد جرائم الحركات الإرهابية". وأبرز البيان أن سكان المنطقة أكدوا أن "إيمانهم الراسخ بقيم الديمقراطية الحقة، سيجعلهم دوما أوفياء لمبادئ الأممالمتحدة وميثاقها القائم على سيادة الدول واحترام المنهجية الأممية في التعاطي مع الأزمات"، معبرين عن عزمهم على مضاعفة الجهود والتضحية بالغالي والنفيس لأجل الطي النهائي لهذا الملف المفتعل والمعرقل لتنمية المنطقة ونهضتها. كما جدد سكان المنطقة، حسب ذات المصدر، تشبثهم بالوحدة الترابية والعهد الوثيق القائم بين العرش العلوي المجيد وأبناء الصحراء المغربية باعتبارهما جزء لا يتجزأ من بيعة توارثوها أبا عن جد وحلقة أساسية من الهوية الحضارية الضاربة بأعماقها في تاريخ المملكة المغربية.