ينظم الحرس الملكي في إطار تخليد ذكرى عيد الشباب المجيد واحتفاء بالذكرى الÜ52 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مساء اليوم الخميس طواف المشاعل عبر أهم شوارع مدينتي المضيقوتطوان. وحسب برنامج التظاهرة، التي تعكس التقاليد العريقة للمغرب، سينطلق الموكب من الاقامة الملكية بمدينة المضيق ابتداء من الساعة التاسعة مساء، مرورا بالكورنيش ثم شارع للا نزهة. وبمدينة تطوان سينطلق ابتداء من الساعة العاشرة و النصف مساء من القصر الملكي العامر مرورا بساحة مولاي المهدي وشارع 10 ماي و ساحة 19 أبريل و ساحة الجامعة العربية و شارع موريتانيا وشارع محمد الخامس وساحة خالد ابن الوليد ليتم التوقف وتقديم عروض جماعية بساحة الحمامة البيضاء. ويعتبر الطواف بالمشاعل الغني بتناسق الألوان والأنغام الموسيقية من بين مظاهر الأصالة المغربية كما يحيل إلى صميم تقاليد الحرس الملكي العريقة. وإذا كان الحرس الملكي عرف هذا الطواف مع بداية القرن العشرين فقد أصبح ينظم اليوم ليلتي عيدي العرش و الشباب. كما عرفت مناسبة الزفاف الميمون لصاحب الجلالة و مناسبتي ميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن و ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة تنظيم هذا الطواف. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم الطواف بالمشاعل بمناسبة عيد العرش لأول مرة سنة 1947 انطلاقا من القصر الملكي بالرباط ليجوب أهم شوارع المدينة على وقع نغمات الموسيقى العسكرية وفق نظام ثابت لم يعرف أي تغيير منذ ذلك التاريخ، ويتنافس حملة المشاعل و الخيالة والموسيقيون على السواء لجعل بدلاتهم في أبهى حلة ولتقديم أجمل العروض لإمتاع الجمهور و مشاركة الشعب المغربي احتفالاته بالأعياد الوطنية. و منذ سنة 1993 أصبح الطواف بالمشاعل يختتم بعروض بالسلاح حيث تشكل موسيقى ومشاة الحرس الملكي لوحات كوريغرافية وهندسية رائعة تبرهن عن مدى التمرينات التي يقومون بها استعدادا لهذه المناسبات. وتبدأ الاستعدادات لهاته المناسبة ذات الطابع الخاص على الأقل ثلاثة أشهر قبل موعد الحفل حيث يقوم الخيالة بإعداد الجوقة النحاسية و سرايا الخيل ذات الألوان السمراء والشقراء والرمادية إضافة إلى السروج المغربية المنمقة بخيوط ذهبية. ويستعد المشاة من جهتهم لهذه المناسبة بإعداد بدلاتهم وصقل مشاعلهم، أما الفرقة الموسيقية فتعمل على ضبط القطع والأناشيد وتلميع آلاتها الموسيقية. وتجمع المشاعل بين الأصالة والمعاصرة فبعدما كانت تضيء بواسطة الزيت ثم بالشموع أصبحت اليوم مزودة بمصباح ''ليد'' بفضل حنكة أحد جنود الوحدة مما سهل استعمال المشاعل بكيفية آمنة وأعطى كذلك إنارة مستمرة تنبعث من خلال زجاج بألوان قوس قزح الذي يزين المشاعل. ونظرا لغنى الطواف بالمشاعل و رمزيته فما فتئ يجلب جمهورا يتزايد باستمرار للمشاركة في الإحتفال بالعيد والأداء الجماعي للنشيد الوطني في نهاية الحفل تمجيدا لشعار المغرب الخالد : الله - الوطن-الملك .