تعيش مدينة طنجة، منذ مساء الجمعة المنصرم، على إيقاع احتفالات كبرى، تخليدا للذكرى الثانية عشرة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين. وابتدأت الاحتفالات بموكب حملة المشاعل، التابع للحرس الملكي، في استعراض انطلق من ساحة الكويت ليجوب شارع محمد الخامس إلى غاية ساحة الأمم بوسط المدينة، في عرض أصيل، احتفاء بهذه الذكرى التي تجسد تلاحم العرش والشعب. وأبدع موكب المشاعل، الذي رافقته المجموعة الموسيقية للحرس الملكي، في تقديم لوحات استعراضية رائعة، تجسد واحدا من أعرق المظاهر التقليدية والأصيلة للاحتفال بالمغرب، كما تبرز الغنى الحضاري للمملكة. وشدت تشكيلة الحرس الملكي أنظار المتابعين، للتنسيق الرائع بين أعضائها وجمالية عروضها، في انسجام تام بين الحركات الاستعراضية والإيقاعات الموسيقية. وعلى الإيقاعات الموسيقية للفرقة النحاسية للحرس الملكي، أبدع مجموعة من الجنود الشباب في تقديم لوحات استعراضية، امتزجت فيها الحركات المتداخلة والمتقاطعة بين التشكيلات، التي تميزت بالتناسق سواء من حيث الأداء الفردي أو الجماعي. كما شاركت فرقة الخيالة، التابعة للحرس الملكي، في هذه الاحتفالات بعرض بديع جمع بين تقاليد الفروسية المتوارثة، وبالأداء الموسيقي العسكري المتناغم مع حركات الجياد. وأبدعت كل من الفرقة الموسيقية التابعة للقوات الجوية الملكية ونظيرتها التابعة للدرك الملكي، في تقديم مجموعة من العروض الموسيقية الوطنية والكلاسيكية، بالإضافة إلى عدة لوحات فنية راقت المواطنين، الذين حجوا بكثافة لمتابعة هذه العروض المخلدة لعيد العرش المجيد. كما أضاءت الشهب الاصطناعية سماء مدينة البوغاز في عرض شد أنظار الآلاف من المواطنين، الذين توافدوا على محج محمد السادس بكورنيش مدينة طنجة لمتابعة هذا العرض، الذي أحال ليل طنجة إلى لوحات جميلة من الأنوار والألوان. وظلت أنظار المشاهدين شاخصة إلى السماء حوالي ثلاثين دقيقة، للاستمتاع بالألوان المتعددة والأخاذة لهذه الشهب الاصطناعية، التي رسمت أشكالا هندسية بديعة، بألوان زاهية، على ارتفاعات متعددة. وتابع هذه الاحتفالات جمهور غفير، بالإضافة إلى ممثلين عن السلطة المحلية وممثلين عن الهيئات العسكرية القضائية، ورؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة، ورؤساء المصالح المركزية.