كشف فريق من الباحثين الألمان عن جين مسؤول عن إصابة الإنسان بأعراض الشيخوخة مثل الضعف وترهل الجلد وبياض الشعر. وذلك بعد دراسة حيوان الهيدرا، الذي لا يكاد حجمه يتجاوز سنتيمترا واحدا ويعيش مئات السنين، كما أوردت دويتشه فيله. وكرس هذا الفريق من العلماء من جامعة كيل الألمانية أبحاثه لدراسة الجينات البشرية، فقام بدراسة المورث الجيني أو ما يعرف بالجينوم لدى 388 من المعمرين، الذين ناهز عمرهم المائة سنة. واكتشف العلماء خلال دراستهم أن ما يسمى ب”جين فوكسو آي 3” (أو جين ميثوسيلم) نشط لدى المشاركين في الدراسة بشكل ملفت للنظر. وحينها اعتقد العلماء أن هناك علاقة بين العيش لفترة طويلة و”جين فوكسو”. وشكلت حيوانات الهيدرا محور أبحاث الفريق طوال مشواره العلمي، هذا ما يؤكده أستاذ علوم البيولوجيا في جامعة كيل الألمانية البروفسور توماس بوش، الذي يقول: “إنها حيوانات يبلغ عمرها 550 مليون سنة! إنها خالدة لا تموت”، بينما تدرس طالبة الدكتوراه آنا-ماري بوم منذ فترة طويلة الهيدرا، وهو من “الجوفمعويات”، التي هي من اللافقاريات التي تعيش في المياه العذبة. وتعرف الباحثة من جامعة كيل الألمانية لماذا لا تموت حيوانات الهيدرا وتقول: “الهيدرا تمتلك خلايا جذعية خاصة بها تنقسم بشكل دائم ومنتظم لا ينتهي أبدا. ولكن الأمر يختلف لدى الإنسان وغالبية الكائنات الحية الأخرى. ذلك أن عملية انقسام الخلايا الجذعية تتقلص بمرور الوقت وهذا ما يؤدي إلى الشيخوخة.” وتستخدم المختصة في الميكروبيولوجيا في تجاربها الجوفمعويات التي أدخلت تغييرات على تركيبتها الجينية عن طريق استئصال “جين فوكسو” منها. وتقوم الباحثة بوضعها فيما بعد مع أجنة الهيدرا. “من خلال هذه العملية يتم إدخال تغييرات تجريبية على هذه الأجنة. بإمكاننا بهذه الطريقة تقوية جينات معينة أو تعطيلها”. ويوضح البروفسور توماس بوش أنه “عندما نتقدم في السن نصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. كما أن جلد الإنسان المتقدم في السن يختلف عن إنسان شاب. وشعر المسن يصبح أقل كثافة وأكثر بياضا. كل هذا علامات على وجود مشاكل في الخلايا الجذعية، التي تفقد وظيفتها وقدرتها على تجديد نفسها.”ولكن بوش يؤكد في الوقت نفسه أنه على الرغم من هذا التطور في مجال الكشف عن وظيفة “جين فوكسو”، إلا أن الجينات لا تحدد إلا بنسبة 20% إلى متى يعيش الإنسان.