قالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، اليوم الاثنين في مدريد، إن الاستراتيجية الطاقية "الطموحة والواقعية" للمغرب، التي تم وضعها في مارس 2009 بفضل الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعلت من المملكة نموذجا يحتذى به في المنطقة. وأوضحت السيدة بنخضرة، في عرض بمجلس النواب الإسباني خلال لقاء حول "النمو الاقتصادي بالمغرب والاحتياجات الطاقية" في إطار ندوة حول التقدم المحرز في المغرب في مختلف المجالات تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن هذه الاستراتيجية، التي تندرج في إطار التوجهات الطاقية العالمية على المدى الطويل، صممت بروح التكامل الصناعي ولخلق فرص العمل وتطوير البحوث والابتكار. وأضافت، خلال هذه الندوة التي ينظمها نادي أصدقاء المغرب بإسبانيا وجامعة الملك خوان كارلوس، أن من بين الأهداف الأساسية لهذه الاستراتيجية، التي أشادت بها هيئات إقليمية ودولية متخصصة، تأمين الإمدادات بمختلف أشكال الطاقة المقبولة اجتماعيا وبيئيا، وضمان التوفر المستمر والولوج المعمم للطاقة بأسعار عادلة ومعقولة، وترشيد استخدام مصادر الطاقة في احترام للبيئة. وسجلت أنه لتحقيق هذه الأهداف تم اعتماد عدد من المبادئ التوجيهية، لاسيما وضع باقة طاقية متنوعة وعقلانية، وتنمية أوسع للموارد الوطنية من الطاقة المتجددة (الشمسية والريحية)، وتعزيز وتثمين الفعالية الطاقية، وتعبئة الموارد المحلية من الوقود الأحفوري (التنقيب عن النفط)، ثم الاندماج في النظام الطاقي الإقليمي الإفريقي والأورو-متوسطي. وأوضحت السيدة بنخضرة أن الاستراتيجية الطاقية للمغرب تندرج في إطار الدينامية الجديدة للتنمية الشاملة التي تعرفها البلاد منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، مؤكدة أن الإصلاحات الهيكلية التي تم القيام بها في المغرب غيرت بشكل كبير جميع القطاعات الرئيسية للأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقالت إن المغرب، الواثق من إمكاناته البشرية والاقتصادية والقوي بمصداقيته لدى شركائه الخارجيين، بدأ مرحلة جديدة من تنميته بإنجاز أو إطلاق مشاريع مهيكلة عديدة، سواء على الصعيد المحلي أو الوطني وأيضا الإقليمي. وأشارت إلى أن إدماج المغرب في المنظومة الطاقية الأورو-متوسطية لتعزيز الأمن الطاقي وخفض التكاليف وتوسيع التبادلات وتطوير التعاون ونقل التكنولوجيا والتضامن يشكل محورا رئيسيا للاستراتيجية الطاقية للمملكة، مبرزة، في هذا الصدد، أن إسبانيا والمغرب وضعا الركائز الأساسية للدمج التدريجي في الأسواق الطاقية للفضاء الأورو-متوسطي. وبحسب السيدة بنخضرة، فإن الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا بسعة 1400 ميغاواط، والذي سيتم رفعه إلى 2100 ميغاواط، وذاك الذي يربط المغرب والجزائر (1200 ميغاواط) يسمح بتبادلات مثمرة بين هذه البلدان الثلاثة لتحقيق توازن تكلفة إنتاج الطاقة ويجعل المملكة "محورا" في "الحلقة الكهربائية" المتوسطية التي هي قيد البناء. وبخصوص التعاون مع البلدان الإفريقية، قالت السيدة بنخضرة إنه يمكن للمغرب أن يضع خبرته في المجال الطاقي رهن إشارة هذه البلدان، وكذا اقتراح حلول ملائمة لمختلف البيئات، مضيفة أن المغرب يتوفر على عدد من المؤهلات التي تشكل عوامل أساسية لنجاح الشراكة المغربية الإفريقية (التكوين، والبنوك ...). وتروم هذه الندوة حول التقدم المحرز في المغرب، التي تتواصل أشغالها إلى غاية ما بعد غد الأربعاء بمشاركة شخصيات إسبانية ومغربية مرموقة، التعريف بالواقع الجديد للمملكة، وتطور البلاد على المستويين الاقتصادي والسياسي.