بعدما استضاف المغرب السينغال كضيف شرف للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء في دورته الخامسة عشرة سنة 2009، واستقبل وفدها الثقافي المكون من عدد مهم من الناشرين والكتاب السينغاليين جاء الدور على السينغال لتستضيف المغرب كضيف شرف للدورة الثالثة عشرة من معرض دكار الدولي للكتاب والأدوات الديداكتيكية، المنعقد ما بين 17 و22 دجنبر الجاري بالعاصمة السينغالية دكار، لكن بتمثيلية ثقافية أضعف، تتكون من دارين للنشر فحسب، وبعض المؤسسات الثقافية والجامعية، وستة محاضرين، حسب بلاغ لمديرية الكتاب، التابعة لوزارة الثقافة، وهو ما يطرح سؤال التمثيلية الثقافية المغربية بالخارج، ومدى حرص الوزارة الوصية على القطاع على تقديم صورة متنوعة وشاملة عن التنوع الثقافي والفكري والفني بالمغرب في معرض إفريقي مهم للكتاب. فهل ترشيد النفقات، الذي تنهجه وزارة الثقافة منذ مدة هو السبب، أم أن الأمر يتعلق بطبيعة المعرض؟ وفي تصريح ل "المغربية" ذكر حسن الوزاني، مدير مديرية الكتاب، أن تقليص المشاركة المغربية في المعرض الدولي للكتاب والأدوات الديداكتيكية بدكار يعود إلى طبيعة المعرض نفسه، ومساحته التي لا تسمح للمغرب أن تكون له تمثيلية ثقافية كبيرة، خاصة أنه "لم يكن من الممكن أن يعطى للمغرب في هذا المعرض سوى مساحة 30 مترا، وهي مساحة لا يمكن أن تستوعب ما كنا نرغب فيه". وأشار الوزاني إلى أن مساحة معرض دكار الدولي للكتاب صغيرة جدا إذا ما قارناها بمساحة معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب، الكبيرة جدا، وذات القدرة الكبيرة على استيعاب عدد كبير من العارضين، مؤكدا أن الحضور المغربي في هذا المعرض حضور نوعي أكثر منه كمي. وأوضح الوزاني أن مديرية الكتاب اشتغلت على البرنامج الثقافي المغربي في معرض دكار بشكل مشترك مع منظميه، وجرى تحديد المحاور والمحاضرات، وهو ما حذا بالمديرية إلى تقليص الأنشطة الثقافية المغربية، لأن دكار لا تتوفر على فضاءات مثلا يمكن فيها تنظيم معرض للفنون التشكيلية، أو عرض مسرحية. وعن اختيار دارين للنشر، فقط، لتمثيل جانب النشر بالمغرب، ذكر الوزاني، أنه جرى اختيار "دار ملتقى الطرق" لأنها دار نشر تنشر الكتب باللغة الفرنسية، وستمثل دور نشر أخرى من خلال تقديم الإصدارات الجديدة لتلك الدور، كما أن اختيار "دار الأمان"، جاء لتقديم الإصدارات المغربية باللغة العربية، المطلوبة بدكار، والتي لن تقتصر على إصدارات "دار الأمان"، بل ستقدم إصدارات أخرى لدور نشر متنوعة. ويطمح برنامج وزارة الثقافة المغربية الخاص بالمعرض، كما جاء في بلاغ مديرية الكتاب، إلى التعريف بمختلف جوانب التراث الثقافي المغربي، إذ يشمل البرنامج معرضا للكتاب المغربي، من خلال حضور "دار ملتقى الطرق"، و"دار الأمان"، بالإضافة إلى حضور عدد من المؤسسات، من خلال منشوراتها، من بينها وزارة الثقافة، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومعهد الدراسات الإفريقية، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة محمد الخامس، والرابطة المحمدية للعلماء. ويشارك المغرب في هذا المعرض بوفد يضم ستة باحثين هم: الباحث الأنثروبولوجي، بوعزة بنعاشير، الذي سيتحدث عن "المنظومة الثقافية جنوب الصحراء بالمغرب" من خلال نموذج كناوة بالصويرة، والناقد رشيد بنحدو، الذي سيشارك بمحاضرة حول "الوضع الحالي للرواية المغربية باللغتين العربية والفرنسية"، والكاتب والباحث بمعهد الدراسات الإفريقية، رشيد بلباه، الذي سيقدم مقاربات مختلفة حول إفريقيا، والشاعرة والكاتبة فاطمة شهيد، التي ستتحدث عن سينما المرأة بالمغرب، والباحثة المتخصصة في المسرح، أنيسة الدرازي، التي ستلقي محاضرة عن الترجمة المسرحية والفنية، والكاتب المتخصص في الإعلام، يحيى اليحياوي، الذي سيلقي الضوء على إشكالية الكتاب والقراءة بالمغرب، إضافة إلى محاضرة لحسن الوزاني، مدير مديرية الكتاب، حول تاريخ النشر بالمغرب. ويتضمن البرنامج الثقافي المغربي في معرض دكار الدولي للكتاب، معرضا للمخطوطات المغربية، باعتبارها واحدة من المكونات الرئيسة للهوية الثقافية المغربية، يحتوي على مخطوطات قرآنية وأخرى نفيسة، تقدم كلها شهادة على غنى التراث المخطوط المغربي والعربي والإسلامي. كما أنجزت مديرية الكتاب التابعة لوزارة الثقافة بهذه المناسبة عملا بيبليوغرافيا يتضمن مختارات من الكتابات المغربية حول إفريقيا، يحمل عنوان "في وصف إفريقيا"، يعطي صورة عن مساهمة المغاربة بمختلف إنتاجاتهم المكتوبة حول إفريقيا، ما يعكس الدور الذي تنهض به هذه الإنتاجات في إبراز الإشعاع الثقافي لإفريقيا على المستوى العالمي، وتكريس ميزة التنوع الثقافي، الذي تزخر به القارة السمراء.