الزحف العمراني مثلما له حسناته لديه العديد من السلبيات، علماً بأن أبرزها على الإطلاق يتمثل في الاختناقات المرورية وتخطي شبكات المرور المُدنية حدود سعتها المفترضة، لذا فإن القيادة في المُدن يعني التعامل مع المواقف وسيناريوهات المرور المعقدة التي تتضمن مستخدمي الطرقات الآخرين، ومن ثم زيادة الحوادث والاختناقات المرورية بصورة يومية. بالنسبة لبي ام دبليو، يجب على الأنظمة المرورية أن تتعامل مع ذلك الجهد والإرهاق بشكل أفضل، وهو ما دفع المتخصصون والباحثون في المجموعة الألمانية إلى إطلاق مبادرة بحثية تحمل اختصاراً اسم UR:BAN أو “المساحات المُدنية: أنظمة مساعدة موجهة للمستخدمين وإدارة الشبكات”. وتحمل هذه المبادرة بين طياتها تطوير أنظمة “ذكية” لمساعدة السائقين عبر تدشين ثلاثة مشاريع منفصلة:
- تعزيز السلامة عبر "المساعدة الإدراكية"
يمكن القول إن أنظمة اليوم التي تساعد السائق مصممة في الأساس لجعل القيادة على الطرقات أكثر سلامة وراحة، إلا أن هناك العديد من التحديات والمصاعب الجديدة التي يجب التعامل معها في حركة المرور بالمُدن، كما على راكبي الدراجات الهوائية والمشاة الحرص والحذر بدورهم من راكبي الدراجات النارية. لذا، فإن طرق رصد المواقف والأخطار المحدقة، وكذلك مساعدة السائق على الكبح وأيضاً تغيير المسار، يجب جميعها أن تتأقلم على هذا بالتبعية.
- تحسين الكفاءة المرورية عبر أنظمة المرور المتصلة ببعضها البعض
تعول حركة المرور بالمُدن حالياً على تحسين الكفاءة المرورية ومن ثم خفض نسب الانبعاثات الكربونية الضارة. وفي المشروع الفرعي بعنوان “الطرقات الحَضرية”، طوّرت بي إم في مع شركائها نظام لتخفيف السرعة وتعزيز الكفاءة البيئية. يستفيد هذا النظام من معلومات تنبؤية تتعلق بزمن تغيير الأضواء المرورية، ومن ثم التنبوء بالسيناريوهات المختلفة قبل الدخول في التقاطعات لتعزيز الكفاءة المرورية، في الوقت الذي يتم فيه خفض معدلات استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية عند التقاطعات التي تتحكم فيها الإشارات المرورية.
- قيادة تنبؤية مريحة مع "العامل البشري في المرور"
يقدم مشروع “العامل البشري في المرور” مفاهيم تحكم وعرض مبتكرة تساعد تحول السيارات إلى “مساعدين نشيطين” في أوقات الخطر. وتعكف بي إم في حالياً على تطوير طرق لرصد نوايا ومقاصد السائق في أول مرحلة ممكنة من أجل التنسيق بين مقترحات الأنظمة المساعدة وما يودّ السائق فعلياً عمله أو يرغب فيه.