نظم المعهد الوطني للبحث الزراعي ، اليوم الخميس بطنجة ، لقاء علميا لتحسيس مهنيي القطاع الفلاحي باستعمال التقنيات النووية لتثمين المنتوجات الزراعية، خاصة في مجال زراعة الحوامض . وأكد رئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي بطنجة معاد الشنتوف، في كلمة بالمناسبة ، أن هذا اليوم الدراسي المنظم بتنسيق مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ومحطة التشعيع بمنطقة بوخالف ، يعد مناسبة للتعريف بطرق استعمال التقنيات النووية لتثمين المنتوجات الفلاحية الوطنية وكيفية محاربة بعض الحشرات والذبابة المتوسطية المضرة للحوامض ، من أجل الرفع من حجم المنتوج الوطني وتعزيز قدرة القطاع التنافسية وولوج أسواق دولية جديدة. وأوضح معاد الشنتوف أن نتائج التجارب العلمية التي أنجزتها محطة التشعيع بمنطقة بوخالف بطنجة ، الوحيدة على الصعيد الوطني ، أثبتت أن استعمال الإشعاع المؤين والتقنيات النووية لمكافحة بعض الطفيليات والحشرات المضرة سيمكن من حماية المنتوج الفلاحي الوطني ، خاصة قطاع زراعة الحوامض ، وضمان جودته وإطالة مدة صلاحيته، مبرزا أن استعمال هذه التقنيات له جدوى بيئية واقتصادية مهمة ، إذ سيساهم تنزيل هذه التقنيات الدقيقة في الرفع من حجم المنتوج السنوي وحجم صادرات الحوامض نحو العديد من دول العالم ، من ضمنها الولاياتالمتحدة واليابان وروسيا ، وكذا في تحسين رقم معاملات القطاع الفلاحي عامة . ومن جهته ، قال رئيس مصلحة البحث والتنمية بالمركز الجهوي للبحث الزراعي والمشرف على محطة بوخالف، فرحات العروسي بوغالب، إن استعمال التقنيات النووية والإشعاع المؤين سيمكن من تجنيب منتوج الحوامض خاصة، الأضرار التي تلحقه الحشرات المضرة به ، وبالتالي تجويد المنتوج الوطني كما وكيفا وحمايته وتثمينه ، مشيرا إلى أن تقنيات محاربة الحشرات الضارة بالتشعيع المؤين تعتمد على طريقتين علميتين ، إما عبر تخصية ذكر الذباب المتوسطي والحد من توالدها وبعد ذلك إطلاقه بحقول الحوامض ، أو عبر المعالجة بالحجر الصحي وإشعاع المنتوج لإكسابه مناعة خاصة ضد الحشرات المضرة. وناقش الخبراء المشاركون في هذا اللقاء العلمي إمكانية تعميم الاستفادة من البحث العلمي وتقنيات الإشعاع المؤين في كل المناطق المغربية التي تنتج الحوامض كمرحلة أولى قبل تعميم الاستعمال على باقي الزراعات . كما تم بالمناسبة بسط آليات وطرق استعمال الإشعاع المؤين كوسيلة ناجعة بديلة لاستخدام المواد الكيميائية ، خاصة وأن هذه التقنية لها جدوى اقتصادية مهمة ، ومن شأنها أن تمكن من المحافظة على جودة المنتوجات الفلاحية والمواد الغذائية المصدرة إلى البلدان البعيدة عن المغرب جغرافيا ،مما سيساهم في تعزيز تنافسية هذه المنتوجات في الأسواق الدولية ، وكذا تمكين المنتوجات الزراعية الوطنية من الالتزام بالمعايير الدولية للجودة . وتعد محطة التشعيع بمنطقة بوخالف بطنجة ، التابعة للمعهد الوطني للبحث الزراعي ، آلية علمية هامة وفريدة على الصعيد الوطني تسخر تقنيات الإشعاع المؤين لتثمين المنتوجات الفلاحية والتطوير الجيني للنباتات والحفاظ على البيئة. وتعمل هذه المحطة ، التي أنشئت قبل نحو 20 سنة ، على إنجاز أبحاث ودراسات خاصة بحفظ الأغذية والتطوير الجيني للنباتات، كما تعمل على تطهير السوائل ومعالجة المياه العادمة والنفايات، إلى غير ذلك من الأبحاث المتعلقة بالمجال البيئي. كما تمكنت المحطة الإشعاعية بعد إحداثها من القيام بتجارب خاصة أساسها إخضاع بعض المواد العضوية الفلاحية للتأثير الإشعاعي عند المستوى الذي لا يغير من طبيعة المكونات الوراثية لها ، وذلك عند حدود التخلص من الميكروبات المجهرية والحشرات الضارة، بهدف حماية المنتوج الفلاحي وضمان جودته وإطالة مدة صلاحيته. وللإشارة فإن تقنية تشعيع المواد الغذائية على المستوى التجاري تستعمل حاليا في 24 دولة . أما في المغرب فهي لازالت قيد التجربة تحت إشراف محطة التشعيع بمنطقة بوخالف بطنجة .