نبيل فقير لاعب وسط متميز ظهر في الآونة الأخيرة رفقة فريقه ليون، نشأ وترعرع في أوساط المهاجرين بفرنسا علما أن أصوله جزائرية.. نبيل شكل مادة مثيرة لوسائل الإعلام ببلدي المنشإ والأصل على حد سواء، كما بات حديثا للشارع الرياضي بالجارة الجزائر.. وهدفا مشروعا لكثير من الغاضبين.. فقير إبن الثانية والعشرين عاما والحامل للقميص رقم 18 بأولمبيك ليون، عاش منذ بداية الشهر الجاري أياما عصيبة، وعاشها معه أيضا أفراد أسرته والسبب قراره باللعب لمنتخب المحاربين وتراجعه السريع والمفاجئ عن القرار ليغير وجهته نحو منتخب الديكة للشباب بشكل إعتبره الكثيرون وخصوصا الجزائريين غير مفهوم بل وإستفزازي. الإتحاد الجزائري لكرة القدم أكد في البداية موافقة فقير أو فيكير على إرتداء القميص الأخضر، بل وعمل محمد روراوة رئيس الإتحاد على تسليم محمد والد نبيل في أواسط ديسمبر الماضي، إلتزاما للعب للمنتخب ليوقعه الإبن المعني، خصوصا بعد تصريحات محمد فقير المطمئنة للجزائريين: ”أنا جزائري وابني جزائري ولن يلعب سوى للمنتخب الجزائري الأول”. وفعلا تحدثت وسائل الإعلام الجزائرية عن إتصال للناخب الوطني كريستيان غوركوف باللاعب الشاب وتوجيه الدعوة له، وموافقة هذا الأخير رسميا. نشوة لن تدوم كثيرا، ليتم الإعلان عن إستدعاء فيكير للإنضمام لمعسكر منتخب الأمل الفرنسي إستعدادا لمقابلتين وديتين ضد البرازيل والدانمارك يومي 26 و29 مارس الحالي، ولتتسرب أنباء عن مسارعة لاعب ليون للموافقة. وقال فقير بعد اتخاذ القرار: "لست خائفا. لقد اتخذت قرارا شخصيا وآمل أن يحترمه الجميع"، معتبرا أن رفض الاستدعاء الجزائري كان "قاسيا" كما "حاول كثيرون تحفيزي للعب مع الجزائر". وأضاف أنه "متشوق جدا" للعب مع منتخب فرنسا في كأس أوروبا 2016: "أنا فرنسي من أصول جزائرية وفخور بذلك، لكن مصلحتي تكمن باللعب مع فرنسا". قرار نبيل لم يعجب الكثيرين، بل وألّب عليه الشارع الجزائري ومواقع التواصل الإجتماعي والتي اتهمه روادها بتغليب مصلحته الشخصية وأحيانا بالخيانة.. غضب سيلاحق نبيل وأفراد اسرته إلى حيث يستقرون بليون، ليبدأ في صيغة تحرشات بكل أفراد اسرة فيكير، ستتطور لتهديدات وتتجسد عبر إحراق سيارة الوالد محمد، حيث أفاد موقع صحيفة "العربي الجديد"، أن عائلة اللاعب الفرانكوجزائري نبيل فقير الذي اختار رسميا الانتساب إلى المنتخب الفرنسي لكرة القدم، تعيش أوضاعا غير طبيعية، وقد هربت من المنزل، بعد إقدام مجهولين يعتقد انهم من أفراد الجالية الجزائرية على حرق سيارة والده التي كانت مركونة في أحد الشوارع الراقية بمدينة ليون الفرنسية. ليختفي آل فقير بشكل مفاجئ بعد تغيير أرقام هواتفهم جميعا.. في حين إلتحق نبيل بمركز «كليرفونتان»، حيث يُعسكر الديكة، ليعلن من هناك "أنا سعيد وجد فخور لتمثيل المنتخب الفرنسي على الساحة الدولية، في أول يوم لي في مركز «كليرفونتان»، الأمور سارت كما ينبغي.. اللاعبون والطاقم الفني استقبلوني جيدا وشعرت بارتياح كبير». صحيح أن الباب لم يغلق بعد طالما لم يلعب فقير مباراة رسمية مع المنتخب الأول، مما يمدد الفسحة إلى حدود اليورو 2016.. كما أننا نتفهم إغراء ات اللعب لمنتخب كبير بحجم فرنسا، وما سيفتحه من آفاق أمام اللاعب الشاب، كما نتفهم جميعا أن اللاعب نشأ وترعرع بفرنسا، وتعلم بمدارسها، وحلم باللعب لمنتخباتها.. حقوق مشروعة حتما.. ولكن ما لا نتفهمه، ولن نتفهمه هو لعبه على مشاعر أربعين مليون جزائري، ومماطلته في اتخاذ قرار صريح وواضح، واعتماده القميص الأخضر كخطة بديلة في حال عدم إستدعائه من طرف ديشامب.. وهو أمر وصفه زملاء صحفيون ب"الخديعة".. وهو أمر أيضا، سيكون من الصعب نسيانه أو تناسيه في بلد الأباء والأجداد.. الجزائر..