“لم يسبق لي أن رأيت وزيرا أولا ينتقد عضوا في حكومته”. في هذه العبارة هاجم صلاح الدين مزوار وزير الإقتصاد والمالية رئيسه في الحكومة عباس الفاسي، وإن لم يدكره بالإسم. رئيس التجمع الوطني للأحرار استعان في شن هجومه على الأمين العام لحزب الميزان، باستحضار خصال سابقيه عبد الرحمان اليوسفي وإدريس جطو، وقال بأنهما كانا يتمتعان بمواصفات رجال الدولة في قيادتهما للحكومة وألمح إلى أن الوزير الأول الحالي يفتقد لهذه المواصفات. عندما باح مزوار بهذا الكلام أمام أعضاء حزبه خلال اللقاء الذي نظمه التجمع الوطني للأحرار مساء أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، كان يعي جيدا ما يقول. لقد وزن بحنكته المعهودة تبعات التعبير عن هذا الموقف وإمكانية تسببه في إجهاض أي تحالف ممكن مع حزب “الميزان” بعد استحقاقات 25 نونبر، إلا أنه أعلن عن موقف حزبه في هذا الصدد قائلا: “إذا لم يحصل جي 8 على الأغلبية المريحة التي تمكنه من قيادة الحكومة المقبلة، فإن الحزب الأقرب إلينا لكي نتحالف معه بعد الإنتخابات هو حزب الإتحاد الإشتراكي “. موقف، لم يشأ مزوار الإفصاح عنه دون إعطاء تبريرات لأسباب التركيز على حزب الوردة دون غيره من الأحزاب المشكلة لتحالف الكتلة، فالسبب الأساسي في هذا الإنتقاء، يشير مزوار، يكمن في كون التحالف من أجل الديمقراطية أو ما يصطلح عليه ب”تجمع جي 8 ” يتقاسم مع حزب الإتحاد الإشتراكي نفس المبادئ والقيم، وأن الإختلاف الوحيد الموجود بينهما يتحدد في رؤية كل طرف للظرفية الملائمة للقيام بالتحالف. ففي الوقت الذي يرى فيه الإتحاد الإشتراكي، يشير مزوار، بأن التحالف يتحدد على ضوء ما تفرزه صناديق الإقتراع من نتائج، يعتبر حزب التجمع الوطني للأحرار بأن أنسب فترة لخلق التحالفات السياسية تتحدد قبل الإنتخابات، إلا أن الحزبين لهما نفس القناعات التي تساعدهما على تشكيل تيار حداثي متطور ومتشبع بقيم ومبادئ الديمقراطية علي حد تعبير رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار. مزوار لم يستثن من هذا التحالف البعدي، باقي الأحزاب السياسية، إلا أنه اشترط فيها ضرورة الإيمان والتشبع بمبادئ الديمقراطية، قبل أن يشهر سيف الإقصاء في وجه نظيرتها المحافظة قائلا: “لنا اختلاف جوهري مع الأحزاب المحافظة ونريد الوضوح وهذه قناعة حزبنا التي يتوجب العمل على تفعيلها داخل الممارسة السياسية في بلادنا”. مزوار الذي كان يقصد بكلامه هنا حزب العدالة والتنمية، استرسل في مداخلته ليضيف: “خوفي على المجتمع المغربي من أعداء الإنفتاح ومناهضي حرية المرأة والمجتمع وغيرها من الحقوق، نحن نؤمن بالإسلام المعتدل وهذا خيارنا الذي سندافع عنه بشراسة حتى في حالة تواجدنا في المعارضة وفشلنا في قيادة الحكومة القادمة.