انطلقت، اليوم الخميس بالدار البيضاء، أشغال الدورة الثالثة لمنتدى النقد والأداء الإلكتروني بإفريقيا الفرنكوفونية، بمشاركة أزيد من 150 خبيرا ومهنيا يمثلون عدة دول إفريقية وأوروبية. ويتوخى هذا المنتدى، المنظم حول "الأداء الإلكتروني والتنمية الاقتصادية"، التفكير في إمكانيات تنمية القطاع النقدي والأداء الإلكتروني، وبلورة توصيات عملية وخطة طريق جديدة لمساعدة الخبراء والعاملين في القطاع البنكي والمهنيين في القطاع المالي بالبلدان الإفريقية الفرنكوفونية على تجاوز التحديات التي تواجه هذا القطاع، وإيجاد مساحة لتبادل الخبرات في ما بينهم بهذا الخصوص. وفي هذا الصدد، قال محمد التهامي الوزاني، المدير العام لشركة (فيزا) بالمغرب ودول إفريقيا الفرنكوفونية، إن هذا المنتدى يشكل أرضية للنقاش حول التوجهات المستقبلية للصناعة المالية، واستشراف التحولات التي يمكن أن يعرفها القطاع، مضيفا أن الرهان اليوم يتمثل في تطوير تكنولوجيات مبتكرة للأداء الإلكتروني بالمنطقة. وأشار السيد الوزاني إلى أن الأداء بواسطة الهواتف المحمولة يقدم فرصا حقيقية للتنمية بالقارة الإفريقية، لا سيما في ما يتعلق بالرفع من مردودية المقاولات الصغرى والمتوسطة، فضلا عن أن الأداء الإلكتروني يقدم إمكانات جيدة لمحاربة الرشوة والاقتصاد غير المهيكل وتسهيل حياة المواطنين. وذكر أن الدراسة التي أنجزتها مؤسسة (موديز اناليتيك) ما بين 2008 و2012 أظهرت أن الأداء الإلكتروني يساهم ب983 مليار دولار من الناتج الداخلي الخام ل56 بلدا، ويوفر 9ر4 مليون منصب شغل عبر العالم، إلى جانب كونه منتجا للمداخيل المالية، ومساهمته في التقليص من النفقات والرفع من نجاعة تنقل الممتلكات والخدمات. وأبرز، بالمناسبة، أهمية المؤهلات التي تتوفر عليها البلدان الإفريقية في القطاع النقدي والأداء الإلكتروني، والتي تجعل منها سوقا واعدة، خاصة وأن 20 في المائة من الأسر الإفريقية فقط تتوفر على رصيد بنكي، مسجلا أنه من المنتظر أن تعرف القارة الإفريقية معدل نمو مرتفع للمعاملات المالية الإلكترونية في أفق سنة 2016. من جهته، قال المدير العام للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا بليز أهوانشيد، في تصريح بالمناسبة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المنتدى فرصة لمناقشة قضية الاندماج المالي والبنكي، وتقاسم الخبرات بين البلدان الإفريقية الفرنكوفونية، لاسيما وأن المغرب راكم تجربة هامة في القطاع المالي والبنكي تؤهله لمساعدة باقي بلدان القارة للنهوض بالقطاع. وأضاف أن السوق المالية الإفريقية من بين الأسواق المالة الصاعدة، وتتوفر على مؤهلات مهمة يمكن أن تشكل رافعة حقيقية للتعاون المالي بمحور جنوب - جنوب على مستوى الخدمات والمعاملات النقدية البينية بما يتيح للمواطن الإفريقي الولوج بسهولة للخدمات المالية. ويتوزع برنامج هذا المنتدى، الذي تنظمه، على مدى يومين، مؤسسة (أنتير وورلد)، بشراكة مع شركة (فيزا) المتخصصة في المعاملات المالية الإلكترونية، على جلسات موضوعاتية تتناول "الاندماج المالي وتوسيع التعامل المصرفي"، و"الحكومة الإلكترونية"، و"إدماج الأداء الإلكتروني في الخدمات الإدارية"، و"تأثير الأداء الإلكتروني على مردودية المقاولات الصغرى والمتوسطة".