لامس خبراء دوليون ومغاربة ، اليوم الثلاثاء بتطوان ، عددا من التجارب الدولية لدعم الشخص المعاق للولوج للتعليم العالي ، والآليات اللوجستية والتكنلوجية والمعرفية الداعمة له للتحصيل العلمي ولإدماجه في محيطه التعليمي والاجتماعي والاقتصادي . كما شكل اللقاء ، المنظم من طرف جامعة عبد المالك السعدي ، فرصة للوقوف عند الوضعية الراهنة لولوج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى وسائل المعرفة بالجامعة المغربية ، والتشريعات الوطنية والدولية المهتمة بمجال الإعاقة ، واستراتيجيات الجامعات المغربية في مجال التعليم الإدماجي. وأكد نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي السيد أحمد الموساوي بالمناسبة، أن هذا اللقاء يهدف عامة إلى طرح تجارب وخبرات الجامعات الدولية العريقة في التعاطي مع موضوع الإعاقة ، ومقارباتها البيداغوجية والنفسية والعلمية للتعامل مع هذا المعطى ، والوسائل التكنولوجية المسخرة للتجاوب مع متطلبات الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة وتسهيل تحصيله العلمي والمعرفي طيلة مساره الدراسي . وأضاف أن الهدف أيضا من اللقاء ، الذي سيستمر إلى غاية يوم الجمعة القادم ويشارك فيه خبراء من اليونان واسبانيا وبريطانيا إضافة إلى المغرب، هو تحسيس أطر الجامعة من باحثين ومكونين وإداريين بطرق التعامل مع خصوصيات الطالب الذي يعاني من الإعاقة ، وآليات بلورة مشروع "سوينغ" الدولي الممول من طرف اللجنة الأوروبية ، والذي يقوم على توفير التقنيات المعلوماتية الحديثة للطلاب المعنيين والولوجيات المعرفية للأشخاص في وضعية إعاقة لحقوقهم التعليمية والاجتماعية في فضاء الجامعة ، وتسهيل استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات . وركزت العروض المقدمة بالمناسبة على واقع التعليم العالي ارتباطا بحاجيات الأشخاص في وضعية إعاقة بجامعة عبد المالك السعدي ، وواقع الطلبة المعنيين في التحصيل العلمي والانخراط في مجال البحث العلمي ، مشيرة في ذات الوقت إلى ضرورة تعزيز الوسائل اللوجستيكية وتجهيز قاعات الأشغال التطبيقية بما يتوافق مع متطلبات واحتياجات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ، إضافة إلى ضمان تكافؤ الفرص في الولوج للمعرفة والمعلومة بين كل الطلبة على اختلاف أوضاعهم . وأكدت المداخلات على أن تحقيق الإدماج الكامل للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة وضمان المساواة في التحصيل وتذليل الصعوبات التي تواجه هذه الفئة من المجتمع ، التي تشكل نحو 3ر2 بالمائة من ساكنة المغرب وهو نفس المعدل على صعيد جهة طنجةتطوان ، رهين بإذكاء الوعي لدى مختلف المتدخلين في الشأن الجامعي بأهمية دعم الطلبة المعنيين للاندماج الكامل والسلس في منظومة التعليم العالي بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام ، على قدم المساواة مع بقية أقرانهم ، ارتباطا بالمرجعيات القانونية والتشريعات التي يتبناها المغرب وتجاوبا مع مقررات دستور 2011 وتنزيلا للسياسات العمومية الموجهة للشخص المعاق على أرض الواقع . وتمت الإشارة بالمناسبة إلى أن عدد الطلبة في وضعية إعاقة ، الذين يتابعون دراستهم العليا بجامعة عبد المالك السعدي، يبلغ خلال الموسم الجامعي الجاري 40 طالبا ، أي ما يعادل 11ر0 بالمائة من مجموع الطلبة البالغ عددهم الإجمالي نحو 63 ألف طالب . وتتوزع أنواع الإعاقة بالنسبة لطلبة جامعة عبد المالك السعدي على مستوى جهة طنجةتطوان ما بين 19 حالة تعاني من الإعاقة البصرية و 15 حالة من الإعاقة الحركية و 6 حالات من الإعاقة السمعية . كما يتوزع الطلبة المعنيون حسب الكليات ، ما بين 20 طالبا في كلية الآداب و 16 في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية و4 في الكلية المتعددة التخصصات . ويسعى مشروع "سوينغ "(البرنامج الأوروبي لدعم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ) إلى توفير وتقريب الوسائل التكنولوجية المساعدة من الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإنشاء مراكز مجهزة للولوج إلى الخدمات التكوينية والتعليمية والمعرفية بطريقة ناجعة وسهلة ، ومواكبة المعنيين خلال مسارهم الدراسي وبعده لتحقيق الاندماج في سوق الشغل ومحيطهم الاقتصادي والنسيج الاجتماعي ، بشكل يضمن لهم حقوقهم ويصون كرامتهم .