بحث عنهم طويلا عقب أحداث هزت الوسط السياسي،الحكومي ، المغربي ، إبان الولاية الحالية لهذه الحكومة ، ولم أجد أي أحد منهم. لكنهم في الحقيقة كانوا يظهرون أو يتم إخراجهم ، بالتنويم المغناطيسي ، إن صح القول حينما يتعلق الأمر بالموالون للتنظيم الإرهابي للإخوان المسلمين كحماس وإخوان مصر.
لتجدهم كالدمى تتحرك هنا وهناك رافعين شعارات دينوديماغوجية من قبيل " رابعة والشرعية " و " غزة تنتصر ".
نعم أتكلم عن شبيبة البجيدي وذراعهم الدعوي الديني ، منظمة التجديد الطلابي ،.
هذه الشبيبة التي لم يسمع لها صوت ، حينما تفجرت ملفات فساد كبرى في الفترة ما بعد 2011 .
ها هي اليوم الجمعة ومن دون مقدمات خرجت للإحتجاج أمام البرلمان ، ضد ما أسمته بالمشاكل التي يعرفها قطاع التعليم العالي بالمغرب.
مشيرة لبعض العراقيل المتمثلة في التضييق على الممارسات والحريات النضالية والثقافية الطلابية...
كما أشهروا لافتات عاطفية فيها من البروباغندا الشيء الكثير كإستعمال لكلمة الشهيد هذه الكلمة التي باتت توزع بالمجان داخل المعسكرات الإسلاموية.
لكن المضحك في هذا الإحتجاج ، البهلواني ، إستعمالهم لشعار قد يصفه البسطاء من الناس بالقوي والنضالي وهو كالتالي "يا وزير يا مسؤول الإصلاح لازم يكون ".
بالنسبة لي أنا شخصيا ، أعتبر هذه الوقفة مهزلة حقيقية وأنها لا تعدو أن تكون حملة إنتخابوية سابقة للأوان ، مغلفة بطابع جامعي طلابي نضالي.
وسأشرح لماذا سميتها بالمهزلة : إن العارف والمهتم بالحركات أو التنظيمات الإسلاموية من جماعات ، جمعيات وأحزاب ، سيجد أن أهم نقطة تبنى عليها هذه التنظيمات ، هي نقطة أو عقيدة الولاء الأعمى للقيادة من طرف القاعدة و بتعبير اخر نظرية الشيخ والمريد.
نظرية الشيخ والمريد هذه تنبني على شيئين مهمين :
1) القيادي/الشيخ إنسان مقدس ولا يخطئ ويعتبر عرابا لجميع القواعد/المريدين ، و كل ما يقوله يجب أن يطبق بالحرف الواحد من دون زيادة ولا نقصان.
2) القواعد/المريدون ، لا يناقشون ، لا يفكرون ، فقط يسجلون ما يسمعون ويرددون سمعنا وأطعنا ، هم أشخاص لا يؤمنون بالحوار و إختلاف الاراء ويعتبرون النقاش مع الشيخ شيء محرم .
إذن ما فعله مريدو العدالة والتنمية ، اليوم الجمعة ، أمام البرلمان عبارة عن تنفيد حرفي لأوامر شيوخهم ، كخطة من الحزب للضحك على ذقون الشعب وإيهامه أنهم حزب مستقل ، حزب ديمقراطي لا يمنع تلامذة كتابه من الإحتجاج ، بل يحاول الإصلاح من الداخل.
ترى عن أي إصلاح من الداخل يتكلم عنه السيد بن كيران وهو الكومبارس ، في ظل دستور جديد ، وصل للحكومة ولم يصل بل لم يطالب بالحكم.
أخيرا ، أنصح مريدي العدالة والتنمية ، بعدم تكرار هذه المهزلة وعدم لعب دور المهتم بالقضايا الوطنية .
وأدعوهم فقط بالإهتمام بتنظيمهم الأم " الإخوان المسلمين " لأنه بكل التاريخ يقول أن الإسلام السياسي لم يخلق للنضال الشعبي بل خبق لخدمة أجندات خارجية وداخلية دكتاتورية.
والعدالة والتنمية ، أقولها وللأمانة السياسية ، خدعوا شعبا بأكمله وفوتوا عليه فرصة التغيير إبان الحراك المجتمعي/الشعبي 2011