يشتاق كل عبد يوم القيامة، أن يكون قريبًا من النبي -صل الله عليه وسلم-، لذلك يسعى إلى معرفة أسباب دخول الجنة، بكل وسائل الخير من الأعمال والأقوال، وإن صعُب عليه الوصول إلى أعلى الدرجات، فليتبع ما أمر به النبي -صل الله عليه وسلم-. فالعبد يستطيع -بمشيئة الرحمن- أن يحقق كل ذلك بمجرد فعله شيء حثنا عليه رسول الله -صل الله عليه وسلم-، وسيصبح أيضًا من خيار الناس ومن أحبهم إلى رسول الله، لذلك علينا اتباع هدي النبي، وفهم أحاديثه والتدبر فيها حتى ننجو من عذاب النار، وندخل الجنة إلى جانب الأبرار.
قال الله تعالى- في سورة القلم :"وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ".
- وعن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صل الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقًا، متفق عليه.
- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: لم يكن رسول الله -صل الله عليه وسلم- فاحشًا ولا متفحشًا، وكان يقول: "إن من خياركم أحسنكم أخلاقا"، متفق عليه.
- وعن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: "إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون..؟ قال: "المتكبرون". الثرثار: هو كثير الكلام تكلفا، والمتشدق: المتطاول على الناس بكلامه.
-وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال سئُل رسول الله -صل الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: "تقوى الله وحسن الخلق"، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، قال "الفم والفرج"، صحيح الترمذي.
- وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم- : "ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة"، صحيح الترمذي.
وكذلك عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صل الله عليه وسلم- يقول: " إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" صحيح أبي داود.
وبعد تدبر أحاديث النبي -صل الله عليه وسلم-، فاعلم أن كلمتين صغيرتين من هدي النبي في أحاديثه السبب في نجاتك يوم القيامة، ألا وهما "حسن الخلق".
فحسن الخلاق يجلب لك الخير الكثير، فإذا كنت حريص على ذلك، فالأمر متروك لك وأنت من سيحدد، فالله عظيم والثواب كبير والعمر قصير.
فاحرص على أن تتحلى وتحافظ على أن ترتقي بأخلاقك وتسمو بها، لا تشغل بالك بفلان فعل كذا وكذا،انظر لأفعالك وعلاقتك مع الله، فبحسن خلقك تستطيع أن تؤثر فيمن حولك، وتستطيع أن تكون مرآة تعكس صفاء وعظمة دينك وسماحة وحسن خلق نبيك.