أوصى مشاركون في الملتقى العالمي التاسع للتصوف بمداغ (إقليمبركان)، بضرورة انفتاح البرامج التعليمية والتربوية على التصوف سلوكا ومنهجا، وذلك من أجل تصحيح التمثلات التاريخية حول هذا المكون الروحي وقضاياه وكذا التوجيه التربوي السليم للناشئة. وأكدوا، في ختام أشغال هذا الملتقى أمس الأحد، على ضرورة تنظيم ورشات تحسيسية تعرöف بالأدوار التربوية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية للزوايا، مع تسليط الضوء على الدور التربوي والعلمي والثقافي الذي تضطلع به الطريقة القادرية البودشيشية منهجا وعملا وإصلاحا وممارسة. ودعوا إلى استنباط واستكناه معالم الدبلوماسية الروحية لتحقيق العولمة المؤيدة بالقيم الأخلاقية في بعدها الإنساني والكوني، وكذا الحرص على خلق جسور للتواصل مع مختلف المؤسسات محليا وإقليميا وكونيا والمهتمة بالشأن القيمي والروحي، لما لذلك من قيمة في خدمة الإنسانية والمجتمعات انطلاقا من القوة الاقتراحية لهذا المنتدى العلمي. وشددوا على ضرورة العمل على أن يحظى المنتدى المقبل في دورته العاشرة باهتمام خاص يتناسب وخصوصية الذكرى العشرية للملتقى العالمي للتصوف، وأن يضم ضمن أشغاله مائدة مستديرة لمناقشة موضوعات الملتقيات السابقة تحت شعار "عشرية الملتقى العالمي للتصوف.. الحصيلة والآفاق"، بالإضافة إلى إصدار كتاب بهذه المناسبة يضم بعض أعمال الملتقيات السابقة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية قصد الاستفادة مما تضمنته من أفكار غنية وخلاقة. وأوصوا أيضا بمناسبة هذا الملتقى، الذي نظمته الطريقة القادرية البودشيشية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس (2 4 يناير الجاري)، بتنظيم معرض يخص الكتابات الصوفية ودراساتها، موازاة مع الملتقى العالمي للتصوف لإتاحة الفرصة للمهتمين للاطلاع على المكتبة الصوفية ومحتوياتها وإغناء معرفته في هذه المجالات. وعرفت أشغال الملتقى، الذي نظم بشراكة مع المركز الأورو- متوسطي لدراسة الإسلام اليوم في موضوع "التصوف والسياق المعاصر.. الحال والمآل"، مناقشة مجموعة من المواضيع ذات الصلة بإشكال التصوف والسياق المعاصر من قبل ثلة من العلماء والباحثين الجامعيين مغاربة وأجانب.