مثل المتهم بتنفيذ هجمات بوسطن، جوهر تسارناييف، أمام القضاء في جلسة استماع قصيرة تسبق بدء محاكمته الشهر المقبل، وذلك في أول ظهور علني منذ 17 شهراً. وساد توتر كبير في قاعة المحكمة الفيدرالية في المدينة الواقعة شمال شرق البلاد، وشهدت في 15 أبريل 2013 هجوما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 264 آخرين في أسوأ حادثة في الولاياتالمتحدة منذ 11 سبتمبر 2001. وفي الطريق إلى المحكمة، عرض أحد الضحايا بغضب ساقه الاصطناعية لمتظاهرين كانوا ينادون ببراءة تسارناييف. وجلس الشاب البالغ من العمر 21 عاما، وكان يرتدي سترة سوداء وبنطالا رماديا بين محاميتيه للاستماع إلى الاستعدادات لمحاكمته التي ستبدأ في الخامس من يناير. وقد رد على أسئلة طرحها القاضي جورج أوتول بهدوء في جلسة قصيرة استمرت أقل من نصف الساعة. وردا على سؤال عما إذا كان العرض قد لقي قبوله، قال "نعم بالتأكيد". وتسارناييف متهم بأنه شن الهجمات مع شقيقه تيمورلنك الذي قتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وقد يحكم عليه بالإعدام، وقد دفع ببراءته من ثلاثين تهمة. وجلسة الاستماع التي عقدت الخميس هي الأولى التي يظهر فيها تسارناييف علنا منذ أن دفع ببراءته في يوليو 2013، وكان حينذاك يعاني من جروح أصيب بها خلال مطاردته، لكنه بدا، الخميس، في صحة جيدة. وفي نهاية الجلسة، هتفت ايلين تيير، التي قتل صهرها إبراهيم توداشيف برصاص أطلقه أحد رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) خلال استجوابه في مايو 2013 عن صداقته مع تيمورلنك باللغة الروسية "لديك الكثير من المؤيدين. نحن نصلي من أجلك ونحن نعرف أنك بريء". وأضافت باللغة الإنجليزية قبل أن تطرد من القاعة "كفوا عن قتل الأبرياء". وفصلت عائلات الضحايا عن بقية الحضور. وتساءل مارك فوكاريل الذي فقد ساقه في الهجمات ويستعين بعصا للمشي "هل هذا احتيال؟"، عارضا ساقه الصناعية أمام متظاهرين رفعوا لافتات كتبت عليها عبارات تشكيك في تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي. وتشمل الاتهامات الموجهة إلى تسارناييف التآمر لاستخدام أسلحة دمار شامل تسبب القتل وتفجير مكان عام أدى إلى الموت. كما يواجه اتهاما مرتبطا بإطلاق النار في ثكنة للشرطة في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا خلال محاولته الفرار مع شقيقه. وكان يفترض أن تبدأ المحاكمة في الثالث من نوفمبر، لكنها ستبدأ في الخامس من يناير مع اختيار أعضاء هيئة المحلفين، الأمر الذي قد يستغرق أسابيع. أما المحاكمة بحد ذاتها فقد تستغرق شهرين أو ثلاثة أشهر. وتسارناييف معتقل في فورت ديفينس السجن الطبي الذي يضم 1095 سجينا على بعد حوالي 70 كلم عن محكمة بوسطن. وقال محاموه إنه يمضي معظم وقته معزولا ويخضع لقيود كبيرة فرضها وزير العدل ايريك هولدر في أغسطس 2013. ووافق قاض في سبتمبر الماضي على إرجاء المحاكمة حتى الخامس من يناير 2015، لكنه رفض نقلها إلى مدينة أخرى. وكان محامو المتهم جوهر تسارناييف (21 عاما) الذي قد يحكم عليه بالإعدام، طلبوا مهلة تستمر عشرة أشهر حتى سبتمبر 2015 للمحاكمة. كما طالبوا بنقلها إلى مدينة أخرى، مؤكدين أنهم لا يتوقعون في بوسطن محاكمة نزيهة لتسارناييف. وجوهر تسارناييف مسلم شيشاني الأصل حصل على الجنسية الأميركية في 2012. وقبل اعتقاله الذي أصيب خلاله بجروح خطرة، كتب على جدران قارب في حديقة اختبأ فيه ما يشبه التبرير لتلك الاعتداءات".