اطلعت في الأيام الأخيرة على مجموعة من المساهمات الكتابية لعدد من الزملاء والأصدقاء سواء عبر المواقع الإخبارية أو على الفايس بوك ، وكلها تنطلق من شيئ أساسي وهو حب وغيرة هؤلاء على إقليمهم وبلدهم، وهو يستعد لاحتضان هذا العرس الافريقي على أرض مدينة الناظور.
هذا شيئ جميل ويبعث على الارتياح ، لكن علينا أن تتسلح بالشجاعة الكافية لندقق الأمور في ما يجري حاليا بشأن الاستعدادات لاحتضان هذه المنافسات القارية .
أول ما يتبادر إلى ذهني وأنا أعود لموضوع البطولة الافريقية ، هو انغلاق المكتب المسير والمحتضن لهذه التظاهرة على نفسه ، بحيث يصعب كثيرا معرفة الأشواط التي تم قطعها لحد الساعة ،ونحن لا تفصلنا سوى خمسة أيام على الافتتاح الرسمي لهذا الحدث الرياضي الذي زين بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله .
الإكراهات التي تواجه المنظمين لا علم لنا بها سوى ما يتردد هنا وهناك من مصادر ليست داخل موقع القرار .
لإيصال كل هذه المعلومات بدقة إلى الرأي العام المحلي والوطني ، كان على المنظمين تعيين لجنة إعلامية للتواصل منذ مدة، وتكشف عن كل صغيرة وكبيرة ، وتحمل لكل جهة مسؤوليتها.
هذا عرس قاري سيصعد فيه العلم الوطني وسيعزف فيه النشيد الوطني ، يقام تحت الرعاية الملكية السامية ، والمؤسسات الوطنية ولا أقول المحلية ، مطالبة بالمساهمة ماديا ومعنويا في إنجاحه ، بدل اعتماد المكتب المسير لهلال الناظور لكرة اليد على مؤسسات محلية معظمها لا تملك سلطة التقرير في اتخاذ القرارات .
وزارة الشباب والرياضة بصفتها وزارة وصية على القطاع ، كان ينبغي أن تنتدب لجنة مركزية متنوعة لتتابع عن قرب هذه التظاهرة وتتواجد هنا في الناظور عاصمة افريقيا لكرة اليد بدل الجلوس في مكاتب الوزارة بالرباط .
وكالة مارشيكا كان ينبغي أن تكون في مقدمة المساهمين والمتحركين لإنجاح التظاهرة ، لما تربطها من علاقات عملية بدول افريقية وعلى رأسها الكوت ديفوار حيث تنجز هناك مشروعا مشابها لمشروع مارشيكا بالناظور بتعليمات ملكية سامية في إطار العلاقات المتينة التي تجمع الدول الافريقية ببلدنا والتي تعززت كثيرا بفضل الزيارات الملكية التي قام ويقوم بها عاهل البلاد لهذه الدول
المكتب الوطني الشريف للفوسفاط الذي هو في ملك جميع المغاربة، كان عليه أن ينخرط إيجابيا في هذا الحدث الذي بذلت الجزائر كل ما في وسعها لإفشال تنظيمه ولم تنجح في ذلك
الخطوط الملكية الجوية المغربية هي الأخرى كان يجب أن تسجل حضورها في المناسبة بإمكانياتها الهائلة .
المكتب الوطني للموانئ الذي يستقبل سنويا الآلاف من أفراد الجالية المنتمين أغلبيتهم لهذه المنطقة ،كان عليبه ان يكون سباقا في المشاركة في الإعداد لإنجاح هذه التظاهرة التي يشارك فيها إلى جانب فرق الدول الافريقية ، فريق عزيز على المغاربة وهو وداد اسمارة لكرة اليد الذي يمثل أقاليمنا الصحراوية العزيزة أحسن تمثيل، ونحن نستعد لتخليد الذكرى الذهبية لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة .
المكتب الوطني للمطارات الذي يستقبل هو الآخر الآلاف من المسافرين بما فيه عمالنا المهاجرين عبر مطار العروي الدولي ، من الذي منعه من الانخراط في دعم إنجاح هذا الحدث الرياضي البارز ؟
شركة صوناسيد التي وضعت أيديها على مئات من الهكتارات من أراضي البسطاء بهذا الإقليم، ثم قامت بتهريب مشروعها إلى الجرف الأصفر، وتفوت هذه الأراضي لمؤسسة العمران ، بماذا ستقنع الناظوريين والمغاربة كافة بغيابها عن هذه التظاهرة التي حاربتها الجزائر بقوة ثم انسحبت منها بعد الفشل الذريع الذي أصابها ؟
صندوق الإيداع والتدبير ، وكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية ، المكتب الوطني للصيد البحري ..والقائمة طويلة من المؤسسات التي كان ينبغي أن تتجاتوب مع الحدث ، ولا أدري من المسؤول عن هذا التقصير ؟ هل هي هذه المؤسسات ؟ أم أن المنظمين بالناظور فشلوا في التواصل معها ولم يحسنوا التدبير، مما جعلهم اليوم يتخبطون في مشاكل عدة، ولعل أوضح صورة عن ذلك ، هو غياب أية ملامح بالمدينة توحي بأن هناك بطولة ستشارك فيها 20 دولة افريقية ، فلا أعلام افريقية في الشوارع والساحات ، ولا شاشات تقدم معلومات عن الدول المشاركة في التظاهرة ولا...ولا...ولا...
ما لمسناه لحد الساعة ونحن على مقربة من مراسيم الافتتاح الرسمي للبطولة الإفريقية ، مجهودات شخصية للسيد عامل الإقليم والسلطة المحلية بتعاون مع المجلس البلدي للناظور لتدبير الأشغال المتعلقة بمحيط القاعة المغطاة وما نسمعه في آخر ساعة حول تأسيس لجنة إعلامية وكأن هذه الأخيرة سينفع عملها بعد اختتام البطولة وليس قبل أو أثناء انطلاقتها . هذا عبث وتقليل من المسؤولية ،وجريمة في حق هذا الوطن الذي نريد دائما أن يتبوأ احسن الدرجات ويحقق الإنجازات الرياضية ويظل اسمه يذكر في المحافل الدولية باعتزاز كبير . أخيرا أود أن أتساءل ، من الذي منع السيد رئيس هلال الناظور لكرة اليد بالكشف عن آخر ما وصل إليه موضوع التزامات بعض الجهات القليلة كالمجلس الإقليمي والجهة الشرقية بخصوص التزامها بتخصيص دعم مالي للتظاهرة على قلته وهزالته؟ومن الذي منعه من فضح والتصدي لأرباب الفنادق الذين يحاولون ابتزاز المنظمين – حسب ما يروج في الشارع – في غياب معلومات دقيقة دائما من المنظمين ؟ علما بأن هذه الفنادق هي التي كانت في الأمس القريب تطرد من غرفها لاعبين في صفوف هلال الناظور لكرة القدم وهو في أوج عطاءه ويستقدم العديد من مشجعي الفرق التي ينازلها هنا في الناظور ، بينما هي غارقة في الفساد والخمور والتجاوزات التي لا تعد ولا تحصى...كان على مكتب هلال الناظور لكرة اليد أن يشرك الراي العام والمجتمع المدني في مثل هذه القضايا ليتحمل كل واحد مسؤوليته الأخلاقية ، بدل العمل في الكواليس، ولا شيئ تحقق لحد الساعة باستثناء كما قلت ما يروج عن "لجنة إعلامية"عرجاء، لا أدري شخصيا ما ذا سيكون عملها وما القيمة التي ستضيفها للبطولة وهي على أهبة الانطلاقة؟
هذه بعض النقط التي راودتني وأردت أن أعبر عنها، وأنا كلي تحسر وألم على كيفية تدبير الأمور بهذه المدينة التي يؤدي ضريبتها في الأخير المعذبون من عشاق الرياضة والفن بالإقليم والغيورين على مديبنة اسمها الناظور.