أن تنفعل وتفقد أعصابك بسبب مداخلة عادية لأحد الزملاء وهو بالمناسبة ابن عامل مهاجر ، تعبر بذلك عن المستوى المنحط الذي وصلت إليه.
خلال اللقاء الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بعمالة الناظور يوم الاثنين 10 غشت الأخير بمناسبة اليوم الوطني لمغاربة العالم ، ظهر المسؤول الجهوي لمؤسسة كبيرة اسمها البنك الشعبي بمظهر غير مشرف بتاتا لسمعة ومكانة المؤسسة التي يمثلها بهذه المنطقة والتي تحضى باحترام وتقدير من لدن المغاربة، ولا تشرف أيضا مستخدمي وأطر المؤسسة .
حينما أعطى مسير اللقاء والمتمثل في السيد عامل الإقليم ، الكلمة لهذا الزميل الحسين أمزرين ، لا حق لأحد في أن يقاطعه إلا مسير الجلسة إذا كان هناك داعيا من الدواعي ، ولأن "الروندا" المدير الجهوي للبنك الشعبي للناظور الحسيمة لم تعجبه تلك الصراحة التي تحدث بها زميلنا ، فقد ثارت ثائرته وفقد توازنه وصوابه وأراد الدخول في عراك مع الزميل تحت أنظار الجميع بما في ذلك مختلف السلطات التي كانت حاضرة في اللقاء من أمن ودرك وقوات مساعدة ووقاية مدنية الخ...
غير أن القاعة تصدت له بقوة وطالبت من الزميل الحسين أمزريني بمواصلة تدخله لما يحمله من معطيات دقيقة من حق أفراد الجالية المغربية المقيمة بالغربة أن تسمعها وتكون على بينة منها في زمن الشفافية والوضوح.
وكان من الناحية المنهجية والأخلاقية أيضا ، أن يدع المسؤول البنكي الجهوي المتدخل بانهاء مداخلته ، ثم يطلب الكلمة من مسير اللقاء ليعقب او يكذب أو ينور الحضور بما يريد ، أم ان ينفعل بتلك الطريقة المنحطة ويصدر منه ذلك السلوك الصبياني ، فهذا أمر لا يشرف مؤسسة عريقة في مستوى البنك الشعبي.
وقد لوحظ على المدير الجهوي للبنك الشعبي بتغيير أماكن جلوسه في القاعة في محاولة يائسة للتشويش على اللقاء التواصلي مع أفراد الجالية ، إلا أنه لم يفلح في ذلك خصوصا حينما تصدت القاعة ل"بيدق" مسخر لنسف اللقاء، ولم ينفعه سوى مغادرتها أمام شدة احتجاجات أفراد الجالية على سلوكه واتهامه بخدمة هدف مفضوح ل"جهة" من أجل تكميم الأفواه...
قلنا ونكرر اليوم مرة أخرى ، بأن هذا المسؤول البنكي أبان في أكثر من محطة ومناسبة عن بالغ فشله ، والمستخدمون والأطر تنظر إلى شخصيته بشيئ الشفقة لضعفها ولمستواها المنحط، ومع ذلك تصر الإدارة العامة على الإبقاء عليه في مهمته بالناظوروالحسيمة ، وهذا شأنها الداخلي واستراتيجيتها في التعامل ، فقط نقول بأن الشهود على فشله وضعفه كانوا اليوم من ممثلي مختلف السلطات بالإقليم ، ومن ممثلي المصالح الخارجية ، ومن مغاربة العالم ومن إعلاميين ونشطاء جمعويين..الكل أخذ تصورا حول من يمثل مؤسسة
كبيرة هي البنك الشعبي، وحتى من رافقهوه إلى القاعة ، تأسفوا للمستوى الهزيل الذي عبر وأبان عنه مديرهم وسط حضور محترم نوعي ووازن ، وكان هذا باديا على وجوههم.