.كوم - عبد المنعم شوقي - التصوير للزميلين:أحمد ومحمد خالدي - وسط حضور مكثف وتنظيم محكم ، أحيت جمعية يسر للتضامن والتنمية المستدامة الموجود مقرها بالناظور ، مساء السبت الأخير 7 مارس الجاري ، اليوم العالمي للمرأة بتنظيم ندوة فكرية عالجت موضوع "دور المرأة في التنمية"، استضافت فيها كلا من الدكتورة صباح الطيبي أستاذة جامعية ومندوبة إقليمية لوزارة الشباب والرياضة بعمالة بركان ،الأستاذة الحاجة فاطنة دعنونمديرة دار الأم بالناظور ودار الطالبة بسلوان ، الدكتور محمد الشامي والدكتور عمر قريوح من كلية المتعددة التخصصات بسلوان، وتنوعت محاور الندوة حول المرأة القيادية، دور المرأة في المجال الاجتماعي ، المرأة والمساواة والمناصفة من خلال دستور 2011 ثم المرأة ومكانتها في القضاء والقوانين المغربية. الدكتور سليم قلة عضو المكتب الإداري لجمعية "يسر" هو من أشرف على تسيير الندوة وكل فقرات هذا النشاط الذي احتضنته إحدى قاعات المركب الثقافي بالناظور ، ورحب بالحضور الكريم رجالا ونساء شاكرا لهم تلبيتهم دعوة الحضور في مناسبة عالمية تعتبر محطة بارزة لإنصاف المرأة. رئيس الجمعية الدكتور عادل بلال ، ألقى كلمة بالمناسبة استهلها بالآية القرآنية الكريمة" ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "، ثم تقدم بدوره بالشكر الجزيل لكل من لبى دعوة الحضور ومشاركة المرأة في يومها العالمي اعترافا لها بنبل مكانتها ،وأوضح الدكتور عادل أن ندوة اليوم عن مكانة ودور المرأة في التنمية ، تدخل في إطار البرنامج العام لجمعية "يسر" الرامي إلى استحضار المفاهيم الثقافية والاجتماعية والحقوقية التي ترتبط بمثل هذه المناسبات ، مذكرا بأن الاحتفاء بالمناسبات الحقوقية الوطنية والدولية، أصبح معلما حضاريا في ثقافة الشعوب المتقدمة أو تلك التي تسعى لتعزيز حقوق الإنسان فيها ، مضيفا أن الهدف من هذه الاحتفالية هو إعادة الاعتبار لدور المرأة الرئيسي في تنمية وتطور المجتمع. ومن جهة أخرى ، أكد الدكتور عادل بلال رئيس جمعية "يسر" بأن مناسبة اليوم ولو أنها مرتبطة أساسا بالمرأة ، فإنها كذلك مناسبة لتكريم الرجال الواقفين وراء نسائهم. وفي الأخير، تقدم بالشكر والتقدير إلى كل أعضاء الجمعية على مجهوداتهم التي واصلوا فيها الليل بالنهار من أجل إنجاح فعاليات هذا اليوم . الدكتورة صباح الطيبي في عرضها المقدم بالمناسبة ، تقدمت بتحية تقدير واحترام للفاعلة الجمعوية الأستاذة الحاجة فاطنة دعنون، ثم استعرضت وضعية المرأة المغربية الراهنة ومختلف الاتفاقيات الدولية التي وقعتها المملكة المغربية بخصوص وضعية المرأة وحقوقها. وعددت الدكتورة صباح بعضا من إنجازات المرأة الريفية والمغربية بصفة عامة، وهو ما اعتبرته إنجازا يعزز تفاؤلها بمستقبل واعد في الأعوام القادمة، بدليل حراكها الميداني الدؤوب. وأضافت الدكتورة صباح بأن المرأة المغربية أصبحت مؤهلة لتحمل مختلف المسؤوليات ، بحيث لم يعد في بلادنا قطاع من القطاعات إلا وتتواجد فيه المرأة ، ولكن يبقى هذا دون طموحاتها ، بحيث لا تتعدى نسبة المعينات في مختلف المناصب 12 في المائة . وفي حديثها عن دورة المرأة في المجال الاجتماعي ، استعرضت وبتأثر بالغ الأستاذة الفاضلة الحاجة فاطنة دعنون بعضا من محطاتها النضالية المتنوعة انطلاقا من سنة 1953 التي امتدت فيها يد الغدر إلى رمز الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس بنفيه إلى مدغشقر وكيف كانت ردة فعل المرأة المغربية وهي إذذاك لا زالت طالبة بمدينة تطوان ، وتحدثت بإسهاب عن سنتي 56 و 57 والزيارة الملكية الكريمة التي قام بها إلى الناظور، جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وتشرفها بإلقاء كلمة أمام جلالته في مشهد مؤثر . ثم انتقلت الأستاذة الحاجة دعنون للحديث عن مشاركتها في عملية تأطير المشاركات في المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعها الراجل جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه وعن تجربة تأسيس الاتحاد الوطني النسائي من طرف المرحوم الحسن الثاني طيب الله روحه.واستحضرت كذلك تجربتها في تسيير الشأن المحلي من خلال مشاركتها في الانتخابات الجماعية لسنة 1976 وفوزها بمقعد داخل المجلس البلدي والمساهمات التي بادرت بها خلال الحقبة الانتخابية الممتدة من سنة 1977 الى 1984 ،ثم تحقيق أمنيتها من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله بإحداث معلمة تربوية هامة وتتمثل في دار الأم التي أشرف جلالته على تدشينها بمدينة الناظور. الدكتور محمد الشامي الفاعل الجمعوي ، تحدث في مداخلته عن المساواة والمناصفة من خلال دستور 2011، وحيى جمعية "يسر" على مبادرتها التي تحمل أكثر من دلالة، تلك المتمثلة في تكريم أول امرأة خلال هذا الحفل ويتعلق الأمر بالحاجة يامنة التي مارست لمدة 30 سنة عملية بيع "ثغواوين " وأصبحت تشكل جزءا من الذاكرة الناظورية. ولتأكيد المكانة البارزة التي أصبحت تحتلها المرأة الريفية على سبيل المثال ، استشهد الدكتور محمد الشامي بتجربة كل من نجاة بلقاسم ورشيدة داتي في أقوى جمهورية في العالم وهي الجمهورية الفرنسية. وقبل إعطاء الكلمة للدكتور عمر قريوح ، تقدمت الشاعرة الريفية حياة بوترفاس إلى منصة الخطابة للمساهمة في هذا اليوم العالمي للمرأة بمجموعة من القصائد الشعرية بالأمازيغية تنصب كلها حول موضوع المرأة وشجاعتها وتمسكها بالدفاع عن حقوقها بإرادة قوية وصلبة. وقد تجاوبت القاعة كثيرا مع الشاعرة حياة بوترفاس لما حملته قصائدها من رسائل هادفة. الدكتور عمر قريوح تناول في مداخلته مظاهر الإنصاف للمرأة في القوانين المغربية ، وأوضح ان الأراضي السلالية تشكل ظلما بشعا للمرأة المغربية. قبل المرور إلى الفقرة الموالية وهي تكريم مجموعة من الشخصيات النسائية والذكورية ، تابع الحضور شريطا وثائقيا يحمل ارتسامات مجموعة من النساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ومنها كلمة مؤثرة للغاية تقدمت بها الحاجة يامنة التي طالبت من النساء بالعمل الشريف للحصول على لقمة خبز شريفة. جمعية "يسر" كرمت مجموعة من الوجوه من ضمنها عبد ربه والدكتورة صباح الطيبي، الحاجة فاطنة دعنون، الدكتور محمد الشامي ، الدكتور عمر قريوح ، الحاجة يامنة"ثغواوين "، إيمان صديق، كوثر الموساوي ، إيمان الشامي ، الشاعرة حياة بوترفاس ، أهمار سرية ، هدى بوحساين زجري حميد وأسماء أخرى أبت جمعية "يسر" إلا أن تخصها بالتفاتة اعترافا لمجهوداتها ونكران الذات. وبهذا تكون جمعية "يسر" للتضامن والتنمية المستدامة بالناظور ، قد سرقت الأضواء وصنعت الحدث بامتياز حينما كرمت الحاجة يامنة بائعة "ثغواوين "لمدة 30 سنة بالناظور ، وحينما استحضرت تجربة الفاعلة الجمعوية النشيطة الأستاذة الفاضلة الحاجة فاطنة دعنون التي وقف لها الجميع احتراما وتقديرا لها لزوجها الكريم الأستاذ البوريمي الذي ظل دائما بجانبها ومساهما إيجابيا في وصول الحاجة فاطنة دعنون أطال الله في عمرها ، إلى تلك المراتب التي وصلتها بكفاءتها واعتمادها على نفسها.