.كوم - القاهرة (و.م.ع) دعا الإعلامي والناشر المغربي محمد عبد الرحمان برادة، إلى تطوير أساليب العمل الصحفي باستخدام التكنولوجيا الحديثة للرقي بالصحافة المكتوبة إلى مستوى العصر. وقال برادة في مداخلة له في ندوة نظمها اتحاد الموزعين العرب للصحافة يوم أول أمس الإثنين (فاتح دجنبر) بالقاهرة، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي للاتحاد، حول "تأثير الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية وانعكاساته على شركات التوزيع"، إن من شأن ذلك تأهيل الصحافة المكتوبة وجعلها قادرة على المنافسة، ومنحها قدرة على الإبتكار على مستوى الأسلوب والكتابة والتصميم والإخراج والطباعة والتوزيع والاستجابة لرغبات القارئ وذوقه ومسايرة مستواه الثقافي والمادي وتطلعاته وتوجهاته. وأكد الرئيس المؤسس لأول شركة مغربية للتوزيع في العام 1977 "سابريس"، أن تطلعات القارئ اليوم تفرض أن تكون الصحيفة "بارعة في التعامل مع التغيير لترقى بشخصيتها الجديدة والمتميزة وبنكهتها وخصوصيتها". وأضاف برادة، الرئيس السابق لاتحاد الموزعين العرب للصحافة، أن الصحافة المكتوبة مطالبة بالصمود والتأقلم مع التطورات الجديدة، وبالتركيز على متطلبات القراء، لأن قارئ اليوم لم يعد يتوفر على "الوقت الكافي للوقوف عند المعاني والبحث عن مدلول التعبيرات المرموزة والمفردات المبهمة والجمل الطويلة". وقال محمد برادة إن مختلف مجالات الإتصال والإعلام، بما فيها قطاع الصحافة المكتوبة، تعرف "منذ العقد الأخير تحولات عميقة تساير التغيرات المجتمعية التي يتأكد يوما بعد يوم وبكيفية متسارعة ابتعادها عن كل مقاربة تقليدية". وأكد أن الوضع المقلق للصحافة المكتوبة الذي يستأثر باهتمام جميع الفاعلين في هذا القطاع، يخص الصحافة المكتوبة الورقية التقليدية، وذلك بفعل ثورة تكنولوجية عارمة تشكل "تهديدا مباشرا لهذه الصحافة". وأشار الإعلامي والناشر المغربي إلى أن هذا الوضع يبعث على التساؤل بخصوص ما إذا كان هناك مجال لاستمرار وجود هذه الصحافة في المستقبل، بل وحدا بالبعض إلى اعتبار ذلك "بداية النهاية" بالنسبة للصحافة. وقال محمد برادة، الرئيس المدير العام الحالي لمؤسسة (برومو بريس) المتخصصة في الترويج للصحف والمطبوعات، في هذا السياق: "نحن الناشرون والموزعون لن نفقد الأمل في قدرة الصحافة على مواجهة المنافسة، وذلك لثقتنا بأن التكامل بين الصحافة المكتوبة ووسائل الاتصال الجديدة هو أفضل طريقة لإبقاء الصحافة المكتوبة مسايرة للقارئ العصري". وأضاف أن الصحافة الإلكترونية التي تزداد انتشارا في الآونة الأخيرة، وتجعل نفاذ الإعلام الرقمي قويا جدا أصبحت "إحدى البوابات الأساسية لمجتمع المعلومات والمعرفة"، غير أنه أشار إلى أن هذه الصحافة "تثير جملة من الأسئلة والانشغالات والمخاوف المهنية والأخلاقية". ومن بين التحديات المرتبطة بالصحافة الإلكترونية، يضيف برادة، صعوبة الحصول على "المعلومة وضعف الموارد المالية، وغياب القوانين المنظمة للمقاولة الإعلامية الرقمية، فضلا عن التحديات التكنولوجية والاقتصادية، وأخلاقيات المهنة، وتطوير المضمون". ولذلك، يقول محمد برادة إن الصحافة المكتوبة ستظل "الشكل النبيل لوسائل الإعلام وإحدى المنتوجات الأكثر استهلاكا واستعلاما بين كافة الفئات"، داعيا إلى المزيد من الجهود لإيجاد حلول مناسبة للرقي بهذه الصحافة وجعلها أكثر انتشارا حتى تتمكن من أداء مهامها بما يتماشى مع ثورة الإعلام والمعرفة والتطور الاجتماعي والحضاري للوطن العربي. وقد تم على هامش هذه الندوة تكريم مجموعة من الإعلاميين والناشرين العرب من بينهم محمد عبد الرحمان برادة، ونقابة الصحافة اللبنانية ممثلة في شخص عوني الكعكي، ونقيب المحررين اللبنانيين إلياس عون، وذلك عرفانا وتقديرا لهم لما أسدوه لاتحاد الموزعين العرب للصحافة بصفة خاصة وللنشر بصفة عامة. يشار إلى أن المؤتمر السنوي للجمعية العمومية لاتحاد الموزعين العرب للصحافة الذي ينعقد من 30 نونبر إلى غاية 4 دجنبر الجاري بالقاهرة، يناقش العديد من الملفات أبرزها كيف يمكن جعل الاتحاد كيانا قادرا ليس فقط على البقاء، ولكن قادرا على التأقلم مع المستجدات والتعامل معها".