.كوم كل المهن الشاقة والصعبة التي تكون في خدمة الطبقة المستضعفة المتكونة من عموم المأجورين والمسحوقين والمقهورين والمستغلين كمهنة التعليم ومهنة الصحة ومهن إدارية وأخرى مختلفة ، دائما تقاس مردودية ونجاعة العاملين بهذه القطاعات الاجتماعية من طرف المسؤولين على تقويم وتقييم قدرات وأهلية وكفاءتهم بنسبة ارتياح ورضا المستفيدين من خدمات هؤلاء العاملين ،بحيث نجد دائما أن المسئولين عن مراقبة المشتغلين مثلا بالحقل التعليمي ، يعتمدون في تقييم نتائج عملهم بمدى التحصيل المعرفي للتلاميذ المستفيدين من خدماتهم الجليلة ، ودائما نجد هؤلاء المكلفين بمراقبة العمل التربوي والتعليمي يحضون برضا أكثر من طرف المسند إليهم مهمة المراقبة للشأن التعليمي كلما سهروا على خلق الانسجام وحسن التعامل وتبسيط طرق ومساطر التلقي والإلقاء لفائدة المستفيدين منهم،خلافا لمن يجدونه من العاملين في الحقل التعليمي والتربوي يفتعل تشنجات وخصومات مجانية ومشاجرات تجعل المتعلمين والمستفيدين ينفرون منه ويسارعون إلى البحث عن طرق التخلص من هذه النماذج الفاشلة في خلق تجاوب بينهم وبين تلامذتهم ،إما عن طريق الانتقال أو المغادرة النهائية والانقطاع عن الدراسة للدخول في عالم آخر، بسبب عدم قدرتهم على تحمل المزيد من الإهانات ، لكون أن مثل هذه النماذج المذكورة والتي تنعدم فيها الأهلية والكفاءة ، غالبا ما تلتجئ إلى استعمال مختلف الأساليب المتسمة بالعناد والألفاظ النابية التي تؤدي حتما إلى التعنيف والتعنيف المضاد ، وهؤلاء دائما يتم تقييمهم وتقويمهم من طرف مراقبيهم بالفاشلين في مهامهم رغم توفرهم على شواهد ودبلومات ولكن من دون أية مردودية إيجابية كتلك التي يعمل زملاءهم ليل نهار من أجل تحقيقها لتلامذتهم مؤمنين بأن مهنتهم تفرض عليهم تلك الإكراهات والظروف الصعبة المشار إليها آنفا. الأستاذ الناجح هو الذي يتعامل مع تلامذته بالتآخي وتبادل الاحترام وتحسين طرق الأداء والإلقاء التعليمي والتربوي الذي يؤدي مباشرة إلى التحصيل التعليمي والتربوي لفائدة التلاميذ، أما الأستاذ الفاشل فهو ذاك الذي يفتقر إلى الطرق التربوية والنفسية وطرق الإلقاء ويعتمد على قمع تلامذته بأساليب معجرفة وكلام نابي وتحقيرهم وتحطيم معنوياتهم ويتعالى عنهم ، الشيء الذي يؤدي إلى نفاذ صبر التلاميذ وانخراطهم في ردود فعل دفاعا عن كرامتهم تنتهي بالمشاجرة والكلام البذئ والعناد المضاد وصولا إلى العنف وتبادل الضرب والسب والشتم وهنا تتعرى شخصية الأستاذ الفاشل. ما قيل عن قطاع التعليم هو نفسه ينطبق على قطاع الصحة المريض بشهادة الجميع ، بحيث نجد أن الاطباء والممرضين الناجحين في أداء مهامهم الإنسانية النبيلة انطلاقا من الأهلية والكفاءة المهنية ، أصبحوا يحضون من طرف مرضاهم والمسؤولين والمراقبين والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني باحترام وتقدير كبيرين ويشهدون لهم بصدق على إخلاصهم وتفانيهم في خدمة مرضاهم وفاء لضمائرهم المهنية وقناعتهم باختيارهم لهذه المهنة الشاقة والصعبة رغم الظروف التي يشتغلون فيها والخصاص وانعدام التجهيزات ووسائل العمل أحيانا ، ومع ذلك ترى شريحة واسعة من المجتمع أصحاء ومرضى يرضون وينوهون بكثير من الأطباء المرتدين للبذلة البيضاء لخدمة الإنسانية بابتسامة ، خلافا لأولئك الذين لا هم لهم إلا إتقان عبارات العجرفة والإهانة وتحطيم المعنويات، ليس كل رجال التعليم فاسدين وليس كل الأطباء فلسدين. ولنا أن تساءل بدون آية خلفية ، لماذا ظل الدكتور محمد ابدور الذي قضى 40 سنة من العمل بالستشفى الإقليميبالناظور محط احترام وتقدير من لدن الجميع وهو متقاعد اليوم ، ولم يسبق أن قرأنا أو سمعنا أنه تحول في وقت من الأوقات إلى ملاكم أو مواجه للمرضى بالأساليب الزنقوية ؟نفس الشيء يقال عن حسين الوغميري ، باتة محمد ، الغلبزوري ، الدهري ، بنتهامي ، فاسكا ، المقريني ، فيصل ارناو وزوجة طريق يحيى رئيس المجلس البلدي للناظور المتواجدة حاليا خارج أرض الوطن لاستكمال تخصصها الذي وظفته لفائدة المرضى ، وقبل هؤلاء كان هناك دكاترة نسجوا علاقات إنسانية محترمة مع مرضاهم ومع مجتمعهم المدني أمثال الدكتور شملال ، بورجيلات ، أريزدي وزوجته ، العلوي ، الدرقاوي عبد الرحمان رحمة الله عليه ، مصطفى اجعون ، والعبدوني وغير ذلك من الأسماء التي لازال أبناء الإقليم يتذكرونهم بالخير ويثنون عليهم الثناء الكبير. نعرف جيدا أن دخول فئة من الأطباء الفاشلين وهم قلة والحمد لله إلى أقسام العلاج والفحص بالمستشفيات والمراكز الصحية ، هو بمثابة الدخول إلى " مخافر الشرطة "في زمن الرصاص من أجل الاستنطاق ،وذلك بسبب غياب الظروف المناسبة التي عجزت وزارة الصحة عن توفيرها لهم ،خلافا للجو والمناخ الذي يشتغلون في ظله داخل العيادات والمصحات الخصوصية ناهيك عن العوائد المادية التي يحصلون عليها هناك وتزيد في تنمية أرصدتهم الجيبية بآلاف الدراهم يوميا والتنافس فيما بينهم على بناء أفخم وأجمل الفيلات على حساب- طبعا- المرضى الفقراء المعوزين الذين تخونهم الإمكانيات للحصول على علاج أفضل بالمصحات والعيادات الخصوصية ، ويكونون مضطرين للذهاب والاصطفاف من أولى ساعات العمل إلى ساعات إغلاق مركز تشخيص الأمراض –مثلا – بالحي الإداري بمدينة الناظور الذي حطم رقما قياسيا في التلاعب والاستهتار بكرامة المرضى والإنسان المغربي بصفة عامة. والالتزامات الخارجية لهذه الفئة من الأطباء تجعلهم يستغنون حتى على الاعتذار للمرضى ليذهبوا إلى حال سبيلهم مع مضاعفة صبرهم لتحمل آلام وعذاب هذا المرض إلى أن يرجع إلى المركز من كتب له أن يبقى حيا منهم. مناسبة النبش في هذا الموضوع يبقى دائما هو التصرفات التي تصدر عن طبيب فاشل بمركز تشخيص الأمراض بالحي الإداري ، برهن عن صبيانيته ومراهقته رغم أقدميته في المهنة ، وهو ربما ما حال دون ترقيته كباقي الأطباء الذين ينتسبون لفوجه ، هم الآن مدراء ومندوبين في مختلف أقاليم المملكة ممن عملوا بجانبه بالمستشفى الحسني بالناظور بصدق وأمانة واستحضار للمسؤولية الملقاة على عاتقهم التي ساعدتهم للوصول إلى المراتب التي يتواجدون فيها حاليا وتشرفهم، تصرفات الطبيب البكراوي توضح بأنها لا تمت بصلة بالمرتدين للبذلة البيضاء كانوا أطباء أو ممرضين ، اللهم إلا إذا اعتبرناه من باقي المرتدين للبذلة البيضاء ، لأن بائعي اللحوم هم أيضا تهويهم هذه البذلة البيضاء. وبقدر ما نحيي هنا عاليا سياسة التواصل التي اختارها مدير المستشفى الإقليميبالناظور في تعامله اليومي مع مختلف شرائح المجتمع وبالمواقف الرزينة التي يعالج بها مختلف المشاكل في ظل خصاص مهول في كل شيء له علاقة بالصحة العمومية بالناظور والدريوش ، بقدر ما نؤكد من موقعنا الإعلامي النزيه ، أن الاجتهاد والاستعطاف والاستنجاد بالتحالف النقابي مرة أخرى والمبني على مغالطات وإخفاء حقائق ما حصل خصوصا في مركز تشخيص الأمراض بالحي الإداري بمدينة الناظور، ويحصل ما بين بعض المتطفلين عن مهنة الطب ومرضاهم بدءا بمشاجرتهم والاستخفاف من إنسانيتهم بكلامهم النابي الذي يكون أحيانا سبب تصعيد في مشادة كلامية تنتهي بالعناد والتعنيف ويكون خلال ما يحصل في مكاتب هؤلاء الأطباء سببا كافيا لأن يدعي طبيب فاشل أنه تعرض لاعتداء أثناء قيامه بواجبه ، لم يكن مصادفا للصواب على حد تعبير أهل القانون وكنا سنصفق من الأعماق لو سخر هذا التحالف النقابي في المطالبة مثلا بضرورة تعجيل إعادة تشغيل منجم سيف الريف لإحداث مئات فرص الشغل واستخراج عشرات الآلاف ومئات الآلاف من الأطنان من المدخر المعدني المتواجد بهذه المناجم لكي نساهم في انعاش العجلة الاقتصادية محليا ووطنيا وكم كنا سنكون مسرورين لو التأمة هذه النقابات لمآزرة العاملات والعمال العاملين لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في نقط الحدود وهم يعانون ابشع انواع الاستغلال من طرف السلطات الاسبانية , لأننا لم نفهم تضامن نقابات اسبانية مع هذه الشريحة العمالية الواسعة بينما نقاباتتنا مع الأسف تجتمع وتنسق فيما بينها لمحاربة وحرمان المرضى من حقهم في العلاج . ماذا نعني ب"غياب الأمن بالمؤسسات الصحية"؟ هل يريدون أن تضع الدولة شرطيا مع كل طبيب في مكتبه للتصدي لكل تذمر يصدر عن مريض؟الأجهزة الأمنية لها من الذكاء ما يكفي لعدم الانسياق وراء تلبية مثل هذه المطالب الجائرة التي لا وجود لها في أي إقليم من أقاليم المملكة ولا في أي بلد من بلدان العالم وحتى تلك التي تعرف بأنظمة استبدادية وتنعدم فيها الممارسات الديمقراطية ، إن هؤلاء بطيشهم وغرورهم ومزايداتهم يريدون التستر عن فشلهم وتجييش وعسكرة وبولست المراكز الصحية والمستوصفات والمستشفيات وتهربهم من أداء واجبهم المفروض عليهم مقابل الأجر المحترم الذي يتقاضونه من المال العام الذي يساهم فيه مرضاهم لكونهم ملزمين بأداء رسوم وضرائب لفائدة خزينة الدولة من أجل تخصيص جزء منه لرواتبهم الشهرية،كل هذا يسعون به من أجل فرض عدم وقوف أي كان في طريقهم واستراتيجيتهم المتمثلة في التخلي عن مرضاهم تحت "تغطية أمنية" واحترام التزاماتهم مع المصحات والعيادات المتعاقدين معها والتي يشرعون في معالجة المرضى فيها منذ الساعة السابعة صباحا إلى غاية الحادية عشرة صباحا ليلتحقوا بالمستشفى والمراكز الصحية بعد أن يكونوا قد حصلوا على مبالغ مالية على حساب انتظار ممل وطويل لساعات للمرضى المعوزين وأبناء الفقراء ونساء في أوضاع مؤلمة للغاية ووسط أنين المرضى شيوخا وشبابا ولكم أن تقوموا بزيارة تفقدية لمركز تشخيص الأمراض بالحي الإداري للوقوف على مآسي تقشعر منها الأبدان..ورغم كل هذا يتحدث البعض عن "غياب الأمن "لردع احتجاجات هؤلاء وإسكاتهم والحكم عليهم بالمعاناة في صمت بدون حركة ، ناسين أن المديرية العامة للأمن الوطني اليوم في بلادنا أصبحت تولي كبير عنايتها للمواطنين المتضررين في استراتيجية أمنية جديدة لطالما تطرقنا إلى بعض تفاصيلها وتحدث عنها المسؤولون الأمنيون في الأمس القريب وهم يخلدون الذكرى 57 لتأسيس الأمن الوطني على يد جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه. ولنا عودة للموضوع لتوضيح بعض الأمور وتسمية الأشياء بمسمياتها لاحقا.
فرجاء اتركوا الأمن لمحاربة الإجرام وفرض الطمأنينة ولا تحاولوا تسخيره ل" قمع وردع المرضى " الذين يعانون معكم الأمرين.