نعود اليوم إلى الحفل التكريمي الذي أقيم على شرف عدد من رجالات الصحة بمناسبة الذكرى المائوية لإحداث المستشفى الحسني بالناظور، والذي تشرف السيد وزير الصحة بحضوره شخصيا إلى جانب شريحة واسعة من نساء ورجال الصحة ونشطاء جمعويين وفعاليات إعلامية وشخصيات أخرى من مختلف المجالات ، نعود إليه للنبش بعض الشيء في بصمات المحتفى بهم من دون أن ننسى أن هناك رجالات أخرى أسدت الشيء الكثير لمجال الصحة بالناظور لم يتم بعد تكريمها ونتمنى أن تصلها التفاتة مثل هذه الالتفاتة التي تركت الأثر الطيب في نفوس الجميع. مجهودات بذلت من طرف المحتفى بهم ومن طرف باقي رجال ونساء الصحة في ظل النقص المهول الذي عرفه مجال الموارد البشرية بقطاع الصحة بإقليم الناظور، لذلك يستحقون منا أكثر من وقفة اعتراف وثناء . الأسماء التي تم تكريمها وكذا التي سيأتي دور تكريمها مستقبلا، قدمت تضحيات مهمة على امتداد عقود من الزمن، وتميزت بفضائل الأخلاق، وحسن التواصل مع المرضى وذويهم. اسم من الأسماء المحتفى بها التحق بقطاع الصحة قبل حصول المغرب على الاستقلال واشتغل إبان فترة صعبة جدا تميزت بانتشار مجموعة من الأوبئة والأمراض المعدية "حمى المستنقعات – الكوليرا – البيلهارسيا "،السيد محمد الصبار والد إخوتنا الأعزاء الدكتور نور الدين الصبار ، والإطار البنكي رشيد الصبار والمهندس حسن الصبار ومحمد الصبار …وعين أطال الله في عمره وقتئذ مسؤولا عن شبكة المؤسسات والتجهيزات الصحية المتنقلة ، واشتغل بجانبه فريق عمل محنك ، وبفضل ما بذلوه من جهود متواصلة تم القضاء نهائيا على مجموعة من هذه الأمراض الفتاكة في إطار الحملات الطبية المتنقلة التي كانت تتولى القيام بها وزارة الصحة. وخلال الحفل التكريمي الذي كان السي محمد الصبار أحد المحتفى بهم، سمعت كلمة زميلي الدكتور محمد بولعيون التي استوفى فيها جانبا من جوانب هذه الشخصية التي لم تكن البذلة البيضاء الناصعة ولا الابتسامة تفارقه وهو يباشر عمله، وقد كان من حسن حظي أن كنت من الأفراد الأوائل النشطين داخل المجتمع المدني الذين تعرفوا على السي محمد الصبار وهو لا يزال في عنفوان شبابه. وبالتالي فتكريم هذا الرجل في إطار ثقافة الاعتراف بخدمات وتضحيات من سبقونا نسجله بميداد من الفخر والاعتزاز ونعتبره حسنة وسنة حميدة تسجل للقائمين على شؤون قطاع الصحة بالإقليم . لا ينبغى أن ننسى أو نتناسى أناسا قاموا بالواجب المقدس خلال عقود من الزمن لعبوا فيها أدوارا مهمة ، وعملوا فيها أعمالا جليلة، بنوا بناء مستقيما في وقت كنا نحن لا نزال أطفالا … هنيئا للسيد محمد الصبار على هذا التكريم وكفاه فخرا أنه أشرف على تربية وتكوين ذرية صالحة تقدم الخدمات لمجتمعها، لإقليمها، ولوطنها… الإنسان الذي عرفت فيه حسن المعاملة ولطف العشرة وكل الخصال الحميدة. ولحظة التكريم رأيت عيونا تذرف الدموع وهي تستحضر جزءا من المشوار العملي للسي محمد الصبار وهو يمسك بيده عصا يتكئ عليها ، وصفقت له القاعة طويلا ، إنه الوفاء لجنود الخفاء أطال الله في أعمارهم .