سيرًا على السنة الحميدة التي دأب عليها كل شهر رمضان من كل سنة كل من تجمع مسلمي بلجيكا و المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة،نظم حفل إفطار بفندق The Hotel بوسط العاصمة البلجيكية بروكسيل،عرف حضور بعض ممثلي السلك الدبلوماسي ببلجيكا و سياسيون من مختلف التوجهات و ممثلين للديانات الأخرى و وفد البعثة المغربية المتكونة من الوعاظ و المقرئين و الأئمة و مسؤولي المساجد و فعاليات جمعوية تنتمي لمشارب متعددة. الحفل البهيج إبتدأ قبل أذان المغرب بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ محمد القجاج عضو المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة،ثم تعاقب في بادئ الأمر على المنصة لتناول الكلمة الشيخ الطاهر التجكاني رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الذي رحب بالحاضرين مقدما لهم جزيل الشكر على إستجابتهم لدعوة الإفطار،مؤكدا عزم المجلس على تقوية مبادئ العيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع لتحقيق ما تصبو إليه الإنسانية جمعاء من حب و سلام و إزدهار بعيدا عن العنف و الكراهية التي تؤدي بالعباد و البلاد للتهلكة و الإندثار،معربا لهم عن الدور الطلائعي الذي ما فتئ يلعبه المجلس في الحث على التألف و التأخي و التعارف بين جميع بني البشر للعمل سويا على إشاعة الأمن و الإستقرار و السلام في شتى بقاع المعمور . الأستاذ صالح الشلاوي رئيس تجمع مسلمي بلجيكا ألقى كلمة قيمة أعرب في مستهلها عن فرحته العارمة بالحضور الكريم الذي أبى إلا أن يشارك في هذا الإفطار المبارك،مستعرضا مساهمة تجمع مسلمي بلجيكا منذ تأسيسه في نشر قيم التعايش و التسامح بين جميع بني البشر و الدعوة إلى الإلتزام بإحترام القانون و خلق فضاء كبير من الحوار بين جميع الأديان و العمل على تنمية و تقوية كل المشتركات الإنسانية التي تجمع بين الإنسانية جمعاء كالعدالة و الرحمة….. الأستاذ صلاح الشلاوي لم يدع الفرصة تمر دون أن يشيد و ينوه بإعلان مراكش التاريخي لحقوق الأقليات الدينية الذي دعا إلى إعمال مبدأ المواطنة لإستيعاب مختلف الإنتماءات في العالم الإسلامي و دعم كل المبادرات الهادفة إلى توطيد أواصر التفاهم و التعايش بين مختلف الطوائف الدينية و التصدي لكافة أشكال إزدراء الأديان و إهانة المقدسات و كل خطابات التحريض على الكراهية و العنصرية و مد جسور الثقة بعيدا عن الجور و الإقصاء و العنف. سفير صاحب الجلالة ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ السيد محمد عامر ألقى كلمة رحب فيها بالحضور الكريم شاكرا تجمع مسلمي بلجيكا و المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة على تنظيمهم لهذا الإفطار،مشيدا بالدور الطلائعي الذي ما فتئت تلعبه المملكة المغربية في نشر ثقافة التسامح و التأخي و العيش في سلم و أمان بين جميع الديانات في ظل المذهب المالكي الذي ينشر قيما كونية و منفتحة، و هو ما جعل المغاربة منذ أربعة عشرة قرنا و هم يعتنقون المذهب المالكي الحنيف الذي يتميز بمواكبته للعصر،و قابليته للتجديد و التطوير و مرونته في معالجة القضايا الفقهية الشائكة و المستعصية و وسطيته و إعتداله في أصوله و فروعه و أحكامه و مواقفه.