في الوقت الذي كانت فيه المطربة المتألقة ماجدة الرومي تتهادى فوق خشبة فضاء النهضة بكل ألق وهي تقدم للجمهور الفن العربي السامي الذي يخاطب القلب والعقل فقط، كان الفنان الأمريكي أل جارو في فضاء السويسي يمتع عشاق الجاز بمقطوعات ذكرت الحاضرين بأن هذا الفن الراقي موطنه الأصلي هو إفريقيا، وأن ما يقوم به أل جارو وهو عملية استرجاع تربط الجمهور الحاضر بماضي الموسيقى الإفريقية، أما جمهور الشباب فقد فضل الانتقال إلى فضاء يعقوب المنصور، حيث كانت الفنانة أوم تقدم وصلتها الغنائية، والتي امتدت على مدار ساعة وربع، قدمت خلالها أغانيها القديمة بالإضافة إلى مجموعة من القطع الجديدة، أما عشاق الأغنية العصرية فكان لهم موعد من خريجي المسابقات الغنائية، والذين قدموا نماذج من فنهم في منصة شاطئ سلا. وقبل كل ذلك، كان لعشاق الفن الرفيع والمواويل لقاء مع الموسيقى الإيرانية من خلال فرقة الإخوة الشيميراني، بالإضافة إلى المواويل العربية والتي صدح بها التونسي حسن الدحماني، كما أن شوارع الرباط عرفت تجوال أربع فرقة هي: فانفاراي من فرنسا وكوساني أوركسترا من ماسيدونيا وأوستينا طونو من المغرب، بالإضافة إلى كرنفال بارانيكا من كولومبيا وإذا كان اليوم الأول من المهرجان قد تميز باللوحة المميزة التي قدمتها ماجدة الرومي، فإن اليوم الثاني من المهرجان أول أمس السبت تميز بالتألق الكبير للمغني اللبناني البريطاني ميكا، والذي أسعد الجمهور لمدة ساعتين، ليس فقط بأدائه الغنائي، ولكن كذلك بحيويته الكبيرة فوق الخشبة واللوحات الفنية التي قدمها، بالإضافة إلى تجاوبه الكبير مع الجمهور، والذي أتى لمعاينة النجم الصاعد للموسيقى العالمية. أما جمهور فضاء يعقوب المنصور، فلم يمتلك الصبر الكافي لانتظار المغني الجزائري الشاب فضيل، حيث بدأ من بداية حفل فرقة بريسيوس ماكينا ينادي باسم مغني الراي، إلا أن هذا الأخير لم يشبع رغبة جمهوره، حيث اشتملت وصلته الغنائية على العديد من أغاني مغنين آخرين أعاد غناءها. وفي فضاء النهضة، حمل الجمهور الأعلام العراقية احتفاء بالمغني ماجد المهندس، الذي أتحف الجمهور بمجموعة من أجود أغانيه، كما قدم نماذج من التراث العراقي والخليجي، في امتزاج جميل مع الإيقاعات المعاصرة. وفي الوقت الذي كانت الأنظار متجهة إلى نهائي عصبة الأبطال بين الأنتر والبايير، شهد مسرح محمد الخامس واحدة من أقوى لحظات الدورة التاسعة من مهرجان موازين، ويتعلق الأمر بالحفل الذي أحياه المغني الأمريكي هاري كونيك جونيور، والذي فاجأ عشاق الفن الرفيع بتأدية مجموعة من الأغاني التي مزج فيها الإيقاعات الشرقية، كما قدم هاري، الذي تحول من مجرد عازف للبيانو إلى مغني جاز فائز بالعديد من الجوائز العالمية، مجموعة من الأغاني المتميزة أصبغت على قاعة مسرح محمد الخامس قدسية شبيهة بالحالة التي عاشتها السنة الماضية بمناسبة الحفل الذي كان قد أحياه المغربي سعيد الشرايبي والأمريكي ألدي ميولا.