[تحجيل طائر النسر البحري بالمنتزه الوطني للحسيمة] أشرف جون ماري دومينتي مدير منتزه «سكون دولا» البحري بكورسيكا، بتنسيق مع جمعية «أجير» للتدبير المندمج للموارد، والمياه والغابات – مديرية المنتزهات الوطنية بالرباط -، على تحجيل طائر السرنوف العركي، الذي يعتبر من أندر الكواسر على الصعيد العالمي، كما أنه النوع الوحيد ضمن عائلة من الطيور تسمى: «بانديونيدي» متخصص في اصطياد الأسماك السطحية الحية التي يرتمي عليها من ارتفاعات متفاوتة. وعكس باقي الطيور المائية التي تمسك بفرائسها بواسطة منقارها فإن السرنوف العركي يصطاد بواسطة مخالبه، حيث يعشعش في الحوض المتوسطي المغربي وتحديدا في الأجراف البحرية «لبقيوة» الموجودة بالمنتزه الوطني للحسيمة. وحسب مصادر جمعية «أجير» فإن هذا النشاط العلمي الذي استهدف تحجيل طائر السرنوف العركي يعتبر الأول من نوعه بتاريخ المنتزه الوطني للحسيمة، حيث يتوخى هذا النشاط معرفة كثافة هذا النوع من الطيور، وتوزيعه الجغرافي وأضافت المصادر ذاتها أن الأجراف البحرية الشاهقة للمنتزه والتي تشكل مأوى هذا الصنف من الطيور تعرف ضغطا كبيرا، من طرف الصيادين الذين يقومون في حالات عدة باستعمال المتفجرات، في أوساط عيش هذه الطيور، وهو ما يشكل مصدر إزعاج لها، بالإضافة إلى تسمم الوسط البحري بفعل استعمال مادة الزئبق في المتفجرات والتي تنتقل عبر السلسلة الغذائية لهذه الطيور، علاوة على تفشي الصيد باستعمال ” سلفات النحاس “، والصيد بالنظارات البحرية على طول الأجراف التي يتخذها السرنوف العركي مجالا طبيعيا ومكانا للتوالد والعيش. وتم إنشاء المنتزه الوطني للحسيمة، الذي يتوفر على واجهة بحرية خصيصا لحماية السرنوف العركي، الذي يعيش بالأجراف ويتوالد خلال فترة 12 مارس، وقد عرف هذا النسر البحري تناقصا كبيرا من حيث المجموعات التي يشكلها بالمنتزه، دفعت بالمهتمين إلى دق ناقوس الخطر، والبحث عن الاكراهات والمشاكل التي تعيق الدورة الطبيعية لهذا الطائر البحري الذي يتغذى على الأسماك، حيث وصل الأمر ببعضهم إلى حد المطالبة بتوفير محميات خاصة لهذا الطائر، خاصة أن أعداده تراجعت بشكل كبير، ومنذ سنة 1991 كانت الأجراف البحرية «لبقيوة» تتوفر على حوالي 25 عشا نشيطا، على طول حوالي 40 كلم من الواجهة البحرية للمنتزه، وشكل هذا الرقم أكبر مجموعة للنسر البحري بالبحر الأبيض المتوسط، تليه مجموعة توجد بمحمية «سكوندولاف» بجزيرة كورسيكا الفرنسية، التي تتوفر على نفس الخصائص البحرية الموجودة بمنتزه الحسيمة، وحسب معطيات حصلت عليها جريدة ” الأحداث المغربية”، فإن سنة 2008، عرفت وجود 14 عشا نشيطا بالأجراف السابق ذكرها، وفي سنة 2012، تم تحديد فقط 6 أعشاش نشيطة بالمنطقة ذاتها. ولم يبدأ الاهتمام بالسرنوف العركي الذي يعتبر من النسور البحرية، إلا بحلول سنة 1983، حيث قامت فرنسا بوضع خطة عمل لحماية هذا النوع من النسور، الذي يعيش بمنطقة “بقيوة”، التي تحوي أجرافا بحرية شاهقة، حادة، وعالية، كما أنها توجد ضمن مسالك هجرة الطيور التي تمر عبر المغرب للتنقل بين أوربا شمالا، ومواقع التشتية جنوبا، وتحولت أجراف المنتزه الوطني للحسيمة، إلى ملجأ يكاد يكون الأخير في كل أنحاء البحر الأبيض المتوسط، لأنواع نادرة من الطيور كما هو شأن نورس أودوان والسرنوف العركي. [Bookmark and Share]