القدس, 2-3-2020 - أظهرت استطلاعات الرأي التي صدرت بعد إقفال مراكز الاقتراع في إسرائيل الاثنين تقدم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المتهم بقضايا فساد على خصمه بيني غانتس. وهذه هي الانتخابات العامة الثالثة التي تشهدها إسرائيل خلال أقل من عام. وخرجت جولتا الانتخابات السابقتان بنتائج متقاربة جدا بين حزبي الرجلين، ما حال دون تمكن أي منهما من تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بالأكثرية المطلوبة في الكنيست. وأعلن نتانياهو في تغريدة على موقع "تويتر" أنه "فاز" في الانتخابات. وقال "إنه انتصار كبير لإسرائيل". وأظهرت استطلاعات أجرتها ثلاث قنوات تلفزيونية أن الكتلة اليمينية وعمادها الليكود الذي ينتمي اليه نتانياهو، ستحصل على 60 مقعدا، وستكون بحاجة الى صوت واحد إضافي لتشكيل حكومة بغالبية 61 نائبا من أصل 120 في الكنيست. وبينت الاستطلاعات أن حزب الليكود وحده قد يحصل على 36 أو 37 مقعدا في الكنيست مقابل 32 أو 33 لتحالف "أزرق أبيض" برئاسة الجنرال السابق غانتس. وتوقعت الاستطلاعات أن يتمكن غانتس مع حلفائه من أحزاب اليسار والوسط الصهيوني من احراز ما بين 52 الى 54 مقعدا. كما سيحصل حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة أفيغدور ليبرمان اليميني العلماني على ستة إلى ثمانية مقاعد. وستحصل "القائمة الموحدة" للأحزاب العربية الإسرائيلية على 14 إلى 15 مقعد ا، وهي أعلى حصيلة للعرب في تاريخ انتخابات الكنيست، إن صحت. وهذه النتائج غير نهائية وغير رسمية، وسيتم إعلان النتائج الرسمية الجزئية في وقت لاحق. وكتب نتانياهو على تويتر "شكر ا" مصحوبا برمز القلب. وسارعت القيادة الفلسطينية الى التنديد بنتيجة الانتخابات. وتحدث أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن "فوز الاستيطان والضم والابارتهيد". وقال لوكالة فرانس برس "نتانياهو قرر أن استمرار الاحتلال والصراع هو ما يجلب لإسرائيل التقدم والازدهار". وكان الفلسطينيون يأملون بحصول تغيير في القيادة الإسرائيلية، إذ إن العملية السياسية بينهم وبين الإسرائيليين تجمدت تماما في عهد نتانياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلي الذي أمضى أطول مدة في الحكم في تاريخ إسرائيل. وفتحت مراكز الاقتراع الساعة السابعة صباحا (5,00 ت غ)، وأقفلت الساعة العاشرة مساء (20,00 ت غ). وشهدت الانتخابات إقبالا أكثر من المرتين السابقتين، وبلغت نسبة التصويت 65,6 في المئة الساعة الثامنة مساء، بحسب اللجنة الانتخابية. وسعى الإسرائيليون الى الخروج من المأزق السياسي الذي تتخبط فيه البلاد منذ اشهر طويلة. وكان الرئيس رؤوفين ريفلين وصف اليوم الحملة الانتخابية بأنها "قذرة وبغيضة". وقال في بيان "نحن لا نستحق حملة انتخابية أخرى قذرة وبغيضة مثل تلك التي تنتهي اليوم، ولا نستحق عدم الاستقرار الذي يبدو وكأنه بلا نهاية". ووجه الطرفان دعوات من أجل تكثيف المشاركة في الانتخابات. وقال نتانياهو في تغريدة بالعبرية خلال النهار "بلاغ عاجل... نسبة التصويت متدنية في المستوطنات وفي إيلات وطبريا ونتيفوت ومجدال هعيمق وكريات غات وكريات اتا". وقال"العرب يصوتون بكثافة. هذا سيدمر سلطة اليمين ...خرجوا لتصويت". وقال رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس عقب الإدلاء بصوته في مدينة روش هعين بوسط إسرائيل "حان الوقت لنت حد". وأضاف "آمل في أن يكون اليوم هو يوم تغيير المعادلة، ووضع حد للتشهير وللكذب"، متعهدا احترام نتائج الانتخابات الثالثة. ويأتي التصويت قبل أسبوعين من بدء محاكمة نتانياهو بتهم فساد. وكانت استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات توقعت أن أيا من الحزبين لن يتم كن من الفوز بغالبية في الانتخابات التي جرت على أساس النظام النسبي. وذهب البعض الى توقع انتخابات رابعة. وفاز كل من الحزبين في نيسان/أبريل ب35 مقعدا في الكنيست. وفي أيلول/سبتمبر، فاز أزرق أبيض ب33 مقعدا مقابل 32 لليكود. ويعو ل نتانياهو على دعم الأحزاب اليهودية المتدينة (شاس والتوراة) وحزب "يمينا" الراديكالي برئاسة وزير الدفاع نفتالي بينيت. ويعول غانتس على دعم عدد من الأحزاب اليسارية. ورافقت المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد العملية الانتخابية. وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية الاثنين ارتفاع عدد المصابين في إسرائيل الى 12 مصابا. وأقيم 18 مركزا انتخابيا خاصة للإسرائيليين الموضوعين في حجر صحي في منازلهم والبالغ عددهم 5600 شخص، وبينهم كثر ممن زاروا دولا تفشى فيها الفيروس. ولم ي سمح لهم لهؤلاء بأن يستخدموا مراكز الاقتراع العامة ووضعوا كمامات لدى الإدلاء بأصواتهم. وقال الناطق باسم إسعاف نجمة داوود الحمراء إن "عدد المصوتين حتى السابعة الا ربع مساء الاثنين من الخاضعين للحجر الصحي بلغ 4073". ووجه رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة خلال النهار رسالة إلى الناخبين مشجعا إياهم على للتصويت. وقال بعد الإدلاء بصوته في حيفا "سنحصل على 16 مقعدا بهمة الجميع (...) قبل أربعة أشهر، شعر الشعب أنه ساهم في منع نتانياهو من تشكيل حكومة، نريد أن نواصل هذه المسيرة". وحصدت القائمة المشتركة في انتخابات أيلول/سبتمبر 13 مقعدا.