كان لافتا بل مفاجئا للبعض انبعاث مشروع أكادير لاند " من جديد وخروجه من "رماد الزلازل" إلى العلن مع زيارة وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية إلى سوس. انبثاق المشروع باسم جديد وبمكان جديد مجاور لأكادير أوفلا كان علامة فارقة في لقاء ساجد بمختلف الفعاليات الوطنية والجهوية المعنية بقطاع السياحة. عودة أكادير جاءت على لسان عبد العزيز حوايس الرئيس المدير العام للشركة الراعية للمشروع الذي أعطاه والي الجهة الكلمة ليدلي بدوله في مجال السياحة، أعلن عن انطلاق الاستعدادات الأخيرة لخروج مشروع يخص سياحة فنادق الهواء الطلق والمخيمات، في انتظار مشروع التليفيريك. كما كشف عن مفجآت شدت انتباه الوزير وجعلته ينبه مسؤولي السياحة الوطنية. في البداية عاد حوايس إلى الوراء للحديث عن مشروعي أكادير لاند وأكادير كأمب ، الذين تعثرا بعد حصول تقدم مهم برفقة الوالي السابق، وكشف أن التعثر حدث بسبب" ظهير يفيد بأن المنطقة غير مؤهلة لاستقبال أي نوع من البنايات، وأي مشروع من هذا القبيل". واستطرد المتدخل بتأكيده بأن " الوالي الجديد استأنف هذين المشروعين بفضاء آخر، أحدهما في المرحلة النهائية والثاني الذي يخص التليفيريك مرتبط بأشغال إعادة تهيئة قصبة أكادير أوفلا لأن خطا سيتوجه من أكادير إلى أكادير أوفلا، والثاني من المشروع السياحي نحو أكادير أوفلا. وكشف حوايس بان عشاق سياحة المخيمات فضاءات الهواء الطلق متقاعدون ولديهم أمكانياتهم والوقت الكافي للاستمتاع وعلينا أن نهتم بهم وسيتركون وقعا لأن هواته يدخلون لقضاء فصل الشتاء ويمضون بين ثلاثة إلى ستة شهور بالمغرب، وبخصوص مشاريعه كشف المتحدث أن 60 بالمائة من زبنائه يقضون خمسة شهور واستخلص مستفسرا " ولكم أن تتخيلوا السيد الوزير كم من ليلة مبيت يسجلها كل واحد منهم". الوزير ساجد وهو يستمع لتدخل هذا المستثمر بدا منجذبا متابعا لعرضه المرتجل، وبعد انتهاء مداخلته توجه للمدراء المركزيين والفاعلين بقطاع السياحة للانتباه لما جاء في عرض المستثمر ولمعرفة مفاتيح الاستقطاب السياحي. قطاع سياحة الفضاءات العارية كما كشف حوايس وهو يتوجه للوزير الوصي عرفت تطورا كبيرا بأوروبا بينما تعيش انحسارا على مستوى السياسة العامة بالمغرب، وأصر المتحدث على إعطاء أرقام بهذا للحضور حيث كشف بأن سياحة الفضاءات الخارجية والهواء الطلق تمثل 50 بالمائة داخل فرنسا، وهي القاطرة للسياحة بأوروبا، حيث تسجل فرنسا 45 مليون سائح ينزلون بهذه الفضاءات كل سنة بفرنسا كما وفرت فرنسا 11 ألف فضاء للمخيمات من نجمة واحدة إلى خمسة نجوم على مستوى التصنيف، وتحقق هذه الفضاءات 7 ملايين ليلة مبيت بفرنسا ، كما توفر إسبانيا 3 آلاف مخيم وخلص إلى أن هذا القطاع نشيط بأوروبا ومهمل بالمغرب. وتساءل حوايس أين يذهب عشاق هذه الفضاءات لماذا تستقبل هذه الدول ملايين السياح بينما نحن بقينا محصورين في حدود 44 ألف سائح بهذا القطاع، رغم أننا نتوفر على كل المؤهلات وزاد تساؤلا اين يتوجه هؤلاء ونحن لدينا المناخ المناسب، كما كشف بأن 120 مليون متقاعد لهم مؤهلات مادية يهاجرون بشكل ثنائي ويستغلون تقاعدهم طيلة السنة أحرار وليس لديهم تحملات مادية ولا أطفال، يستغلون تقاعدهم وحياتهم ليتجولوا عبر العالم، فيحل بعضهم بشمال أفريقيا ومنها نحو الصويرة واكادير وتارودانت وصولا إلى كلميم والداخلة يبحثون عن عروض ترضيهم، همهم أن يجدوا بنيات وأثمنة تستجيب لانتظاراتهم. وكشف المستثمر بأنن هذه المناطق تسجل نقصا على مستوى البنيات كما على مستوى السياسة التوجيهية ما جعله يتطور بأوروبا لكنه ما زال يتعثر وطنيا وضرب المثل من جديد بالبرتغال التي تمكنت من بناء 900 مخيم سياحي خلال 20 سنة رغم أن مساحتها لا تتجاوز مساحة جهة سوس، وكرواتيا التي تضم ساكنة لا تتعدى أربعة ملايين ونصف نسمة وتستقبل 9 ملايين سائح سنويا، 60 بالمائة منهم يفضلون سياحة فضاءات الهواء الطلق والمخيمات. ومن النقط التي اثارتا نتباه ساجد في كلام هذا المستثمر أن المجلس الجهوي للسياحة لا يدخل عدد المبيتات والأسرة الخاصة بهذه الفضاءات رغم أن وحداته التي يديرها تحقق نتائج مهمة مثل وحدة إيموران ووحدة إيميوادار التي لم تدخل ضمن إحصائيات المجلس الجهوي للسياحة ولا ضمن معطيات وزارة السياحة، وقد حققت 350 ألف ليلة مبيت خلال سنة.