قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 19 ماي 2019، إن شراء تركيا منظومة إس-400 الدفاعية من روسيا اتفاق لا رجعة فيه، مضيفاً أن بلاده ستشترك أيضاً مع موسكو في إنتاج منظومة الدفاع إس-500. جاء ذلك خلال لقاء جمعه بمجموعة من الشبان في قصر «دولما باهتشه» التاريخي بمدينة إسطنبول. وتابع قائلاً: «صفقة إس-400 اكتملت ولا تراجع عنها، ومن المقرر أن نتسلم المنظومة في يوليوز 2019، لكن على ما يبدو سيسلم الجانب الروسي المنظومة قبل ذلك الموعد». وأوضح أردوغان أن «إس-400» منظومة دفاعية وليست هجومية، وأن الجانب الروسي قدَّم تسهيلات لتركيا فيما يخص تسديد ثمن المنظومة. وأردف قائلاً: «عقب تسلُّم منظومة إس-400، هناك دراسة حول إمكانية الإنتاج المشترك بين أنقرةوموسكو لمنظومة إس-500 المتطورة، والأمريكيون يدَّعون أن المنظومات الروسية ليست ملائمة لأنظمة مقاتلات إف-35، وهذا ليس صحيحاً من الناحية التقنية». وفيما يخص الصناعات الدفاعية لتركيا، قال أردوغان إن بلاده قطعت أشواطاً كبيرة في هذا المجال، وباتت تُصنِّع قسماً كبيراً من احتياجاتها العسكرية بإمكانات وقدرات محلية. واستطرد قائلاً في هذا الخصوص: «قطعنا شوطاً كبيراً في الصناعات الدفاعية، وأصبحنا نصدِّر طائرات من دون طيار، ونعتزم إنتاج منطاد عسكري، قادر على حمل قنابل يبلغ وزنها 1.5 طن». وذكر أن تركيا رفعت نسبة الإنتاج المحلي من معدات الصناعات الدفاعية، من 20% مطلع الألفية الثالثة، إلى 68% مع نهاية 2018. وأكد أردوغان أن بلاده ستتسلم مقاتلات «إف-35» الأمريكية، ومعداتها «عاجلاً أم آجلاً». وفي 5 أبريل 2019، قال أردوغان إن أنقرة تسلمت من الولاياتالمتحدة 3 مقاتلات من طراز «إف-35′′، وإنها بانتظار تسلُّم الرابعة قريباً. وتخطط أنقرة لشراء 100 مقاتلة من الطراز ذاته، بموجب اتفاق مسبق، شاركت في إطاره بتمويل تطوير المقاتلة، كما أن طيارين أتراكاً يُجرون حالياً تدريبات عليها في قاعدة «لوك» الجوية، بولاية أريزونا الأمريكية. تركيا قررت في 2017 شراء منظومة «إس-400» من روسيا؛ بعد تعثُّر جهودها المطولة لشراء أنظمة الدفاع الجوية «باتريوت» من الولاياتالمتحدة. وكان مسؤولون أمريكيون وصفوا شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي «إس-400» بأنه «إشكالية كبيرة»، قائلين إنه سيهدد أمن مقاتلات «إف-35» الأمريكية التي تُصنِّعها شركة لوكهيد مارتن. كي تتضح الصورة وراء موقف واشنطن لا بد هنا من ذكر المنافسة بين نظام الباتريوت الأمريكي ونظام إس 400 الروسي، فسماح واشنطنلتركيا حليفتها وعضو الناتو بشراء النظام الروسي الأرخص بصورة كبيرة من الباتريوت سيفتح الباب أمام دول أخرى ما يفقد الولاياتالمتحدة ميزة هامة ولو حتى من الناحية الاقتصادية. الخسارة الأمريكية بالطبع لن تكون اقتصادية فقط، بل الأهم هو الخسارة الاستراتيجية والسياسية والتي ستصب في مصلحة روسيا بالضرورة. النقطة الثالثة تتمثل في حالة إبعاد تركيا عن مشروع إف 35 سيعني ذلك تأخير المشروع لفترة زمنية طويلة تتراوح بين 18 إلى 24 شهراً، بحسب موقع «لوفيربلوج» الأمريكي.