بعد القمر الصناعي الأول محمد السادس أ، يستعد المغرب لإطلاق قمره الثاني محمد السادس ب في تاريخ لا يخلو من رمزية. 6 نونبر القادم، ذكرى المسيرة الخضراء، سيكون موعد الإطلاق من قاعدة كورو بغويانا الفرنسية، تؤكد مصادر الأحداث المغربية. خاصية القمر المغربي الثاني تكمن في استكماله للمهام الموكولة لشقيقه الأكبر. فإذا كان القمر الأول قادرا على التقاط 500 صورة عالية الجودة يوميا على قاعدة التحديث المستمر للأهداف الملتقطة، ودقته في تصوير الأشياء التي لا يتجاوز حجمها 50 سنتمترا، والقيام بدورته الكاملة حول الأرض كل 97 دقيقة بسرعة 27 ألف كيلومتر في الساعة عبر دوران أفقي، فإن القمر محمد السادس ب، سيقوم بنفس العمل تقريبا مع دوران عمودي حول الكرة الأرضية، وسيمكن هذا التكامل بين القمرين في تعزيز دقة التقاط الصور من الفضاء، والتركيز على الأهداف بشكل أكبر. القمرين معا كلفا 600 مليون أورو حسب ذات المصادر، التي نفت أن يكون التمويل إماراتيا أو فرنسيا كما راج في منابر إعلامية مختلفة منذ إطلاق القمر الأول. فالجزء الأكبر من التكلفة المالية للقمرين تأتي من مساهمة الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح والخرائطية، التي تعتبر أكبر المساهمين بالإضافة إلى الدولة المغربية. وبالإضافة إلى دورهما في تحديث المعلومات المصورة حول البيانات الخرائطية والعقارية، والبيئية وزحف التصحر، فإن الدور الدفاعي والاستخباراتي لهذا الجيل من الأقمار الصناعية المغربية لا يخفى على أحد. يكفي التذكير بأن المعلومات الدقيقة التي وفرها القمر الصناعي محمد السادس أ في 4 أبريل 2018 شكلت موضوع سفر وزير الخارجية ناصر بوريطة إلى الأممالمتحدة، حين عرض على الأمين العام تفاصيل تحركات عسكرية للبوليساريو في بير الحلو. المصادر داتها، أكدت أن أهمية القمرين بالنسبة للمديرية العامة لحماية التراب الوطني، استدعت تكوين 100 مهندس متخصص في سرية شديدة، لمعالجة المعلومات المحينة حول الحدود المغربية التي سيوفرها عمل القمرين معا.