مرة أخرى يختار مئات من المهاجرين السريين، مناسبة عيد الأضحى لاختراق الأسلاك الشائكة، العازلة بين التراب المغربي وسبتة المحتلة، انطلاقا من منطقة بليونش، التي عاشت سلطاتها ليلة بيضاء، في محاولة لصد الهجوم الكاسح لأكثر من 400 مهاجر سري ينحذرون مم دول إفريقية مختلفة. وعلم أن عمالة المضيقالفنيدق، وعلى رأسها عامل الإقليم حسن بويا، قد حل بعين المكان منذ بداية الهجوم، حيث أمضى ساعات الفجر برفقة باقي مسؤولي السلطات والقوات العمومية، وأدار عملية اعتراض المهاجمين بنفسه، رغم خطورة الوضع، بسبب استعمال المهاجرين لوسائل هجومية. وأكدت مصادر من عين المكان، أن جحافل من المهاجرين السريين، قدر عددهم بأكثر من 400 مهاجر سري، انطلقوا في جماعة واحدة، متجهين نحول الأسلاك الفاصلة، يدهسون كل من يعترض سبيلهم، مستعملين قضبان حديدية، ماء الجير الحي، الحجارة وغيرها من الوسائل الهجومية، التي يستعملونها ضد عناصر القوات العمومية المغربية والإسبانية على حد سواء. ورغم تدخل السلطات المغربية، إلا أن قرابة 170 من هؤلاء تمكنوا من اقتحام السياجات والوصول للجانب الآخر منه، وهو مبتغاهم الحقيقي، بحيث يكفيهم ولوج الثغر المحتل، ليصبحوا في مأمن كما لو عبروا البوغاز، وهو ما يلزم السلطات السبتية بعدم ترحيلهم، والإبقاء عليهم هناك. وتعاني السلطات المغربية، وخاصة سلطات عمالة المضيقالفنيدق، من التواجد المكثف لآلاف المهاجرين السريين المنحذرين من دول جنوب الصحراء، حيث المطاردات تكاد تكون بشكل يومي. وكان الاتحاد الأوربي، قد صادق مؤخرا على تمكين المغرب وإسبانيا من مساعدات مستعجلة، في محاولة لتوفير الوسائل والإمكانيات الضرورية لمحاربة الهجرة السرية.