نجح الثلاثي لحسين آيت باعمران، وعزيز المغربي ، وزكرياء الغفولي، في إمتاع جمهور المنصة المغربية بسلا، بسهرة فنية متميزة غلبت عليها أنماط الموسيقى الشبابية والشعبية والأمازيغية، وذلك في إطار الدورة ال17 من مهرجان موازين- إيقاعات العالم. واستهل الفنان آيت باعمران الحفل، مرتديا الزي الصحراوي التقليدي، بتأدية باقة من الأغاني المستوحاة من التراث الأمازيغي الأصيل، الذي يبرهن على غنى وتنوع الثقافة المغربية، مضيفا عليها لمسته الفنية الخاصة. وتميز الفنان الأمازيغي بحيويته ونشاطه على الخشبة، واستطاع خلق، رفقة الأوركسترا التي رافقته، جوا احتفاليا جعلت الحاضرين يتفاعلون معه بقوة ويستمتعون بعرضه الفني . وبدأ لحسين آيت باعمران، وهو ابن منطقة تيوغزة بإقليم سيدي افني، مشواره الفني بالغناء في الحفلات، ويضم ريبرتواره عشرة ألبومات. وقد اعتاد الفنان المشاركة في العديد من المهرجانات بالمغرب، كما يشكل وجها مألوفا في البرامج التلفزية الوطنية. وتلاه على المنصة السلاوية، الفنان الشعبي عزيز المغربي، الذي استقبله جمهوره بحفاوة كبيرة، وأطرب بدوره الحاضرين بتشكيلة من الأغاني العربية والمغربية، مثل "على بابي واقف قمرين" للموسيقار اللبناني الراحل ملحم بركات، مدخلا عليها كلمات وإيقاعات مغربية، لقيت استحسانا كبيرا من طرف الجمهور . وأدى عزيز المغربي في ختام الحفل توليفة من الأغاني الشعبية المعروفة من قبيل " منين أنا ومنين أنت" و" دبا يجي يا الكبيدة دبا يجي" و"جيبو ليا ولد عمي"، جعلت من منصة سلا تعيش في جو من أجواء الأعراس المغربية، وأدخلت الحاضرين في حالة نشوة لا يمكن إلا للإيقاعات الشعبية الصاخبة أن تكون سببا فيها. وأدى هذا الفنان الملحمة الوطنية "نداء الحسن" التي أنشدها مع الجمهور الذي يحفظها عن ظهر قلب بصوت واحد وفي تناسق تام . وكانت بداية المسار الفني لعزيز المغربي في بداية التسعينات من القرن الماضي، واستطاع منذ ذلك الوقت أن يعزز مكانته على ساحة الأغنية الشعبية ويكون جمهورا خاص به، ومكنته موهبته من أن يكون ضمن ضيوف العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، ويضم رصيده الغنائي العديد من الألبومات. وبلغت الأمسية أوجها، باعتلاء المنصة من طرف النجم الشاب وممثل الوجه الجديد للأغنية المغربية، زكرياء الغفولي، الذي استهل فقرته بتأدية أغنيته ذات الصيت الذائع "حوبينو"، التي لقيت ترحيبا كبيرا من طرف الجمهور، تلاها بمجموعة من مقاطعه من قبيل "الحب زوين" و "ماطالعاش" و"شكامة". وكان زكرياء الغفولي، قد أعرب خلال ندوة صحفية عقدت قبيل الحفل، عن سعادته الغامرة لمشاركته في مهرجان موازين ولقاء جمهوره، وقال إنه فخور بالنجاح الكبير الذي حظيت به أغنيته "حوبينو"، والتي وصل صداها إلى العالم العربي، معتبرا أن الإيقاعات المغربية لا تشكل عائقا للشهرة في الوطن العربي، بل العكس، قد تكون محفزا على ذلك. وتعرف الجمهور المغربي على الفنان الشاب زكرياء الغفولي، من خلال برنامج اكتشاف المواهب "استوديو دوزيم" سنة 2010، وبرنامج المسابقات الغنائية (ذو وينر إيز) الذي بثته قناة (دبي تي في) سنة 2013، حيث استطاع بلوغ نهائيات المسابقة. وحققت أغاني زكريا الغفولي على موقع (يوتوب) الملايين من المشاهدات ، جعلت منه نجما ساطعا في سماء الأغنية المغربية . وقد اختار مهرجان موازين- إيقاعات العالم في نسخته ال 17 (ما بين 22 و30 يونيو الجاري ) ، بأن يواصل جهوده لإمتاع جمهوره المتعدد الأذواق ويجد فيه هذا الأخيرة ضالته في لون من الألوان الموسيقية ، خاصة عشاق الأغنية المغربية، الذين يجيدون مساء كل يوم على منصة سلا، باقة من نجومهم المفضلين، يمنحونهم لحظات موسيقية ماتعة . وعزز المهرجان، المنظم منذ 2001 من طرف جمعية مغرب الثقافات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مكانته كحدث ثقافي عالمي يحمل رسالة حب وسلام ، ويبرهن على مدى انفتاح المملكة المغربية على كل ثقافات العالم بمختلف أنواعها ومشاربها.