لندن (المملكة المتحدة), 16-4-2018 - يضع مانشستر سيتي نصب عينيه ترك ارث في الكرة الإنكليزية والتخلص من عقدته على الساحة القارية، وذلك بعد مسيرته الرائعة نحو لقبه الثالث في الدوري الإنكليزي الممتاز خلال سبعة مواسم. ودون سيتي بقيادة مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا اسمه في سجلات الدوري الممتاز بعدما حسم اللقب قبل خمس مباريات من نهاية موسمه، معادلا الإنجاز الذي حققه غريمه وجاره مانشستر يونايتد في موسم 2000-2001. ويبدو سيتي الذي توج ايضا هذا الموسم بلقب كأس الرابطة، في طريقه ايضا لتحطيم الرقمين القياسيين لعدد النقاط والأهداف خلال موسم واحد، إذ يملك 87 نقطة و93 هدفا قبل المباريات الخمس الأخيرة (يحمل سيتي بطل الموسم الماضي الرقمين القياسيين، اذ جمع 95 نقطة خلال موسم 2004-2005 وسجل 103 أهداف خلال موسم 2009-2010). الا ان الاختبار الأكير الذي ينتظر سيتي هو معرفة إذا كان قادرا على البقاء في الطليعة والسير على خطى جاره يونايتد الذي يحمل الرقم القياسي لعدد الألقاب المتتالية (توج باللقب ثلاث مرات متتالية في مناسبتين بين 1999 و2001 ثم بين 2007 و2009). وتطرق القائد البلجيكي فنسان كومباني الى هذه المسألة، بالقول "اريد رؤية ردة فعلنا الموسم المقبل لأنه لم يسبق لي الاحتفاظ بأي لقب". ومنذ أن بدأت الادارة الاماراتية (2008) في ضخ الأموال للارتقاء بمستوى النادي، نجح سيتي في إحراز الألقاب إن كان مع المدرب التشيلي مانويل بيليغريني أو الإيطالي روبرتو مانشيني، الا ان الفريق لم يتمكن حتى الآن من البقاء في القمة. ولقب بطولة انكلترا هو الخامس فقط في تاريخ النادي ما يجعله متخلفا كثيرا عن جاره يونايتد حامل الرقم القياسي بعشرين لقبا، لكن فريق غوارديولا الآن هو زعيم المدينة والدوري بأكمله. ورأى المدرب الأسطوري ليونايتد الإسكتلندي أليكس فيرغوسون بعدما استعاد اللقب من سيتي قبل الاعتزال عام 2013، ان "الاحتفاظ باللقب يشكل الخطوة التالية (المهمة لأي فريق)، وسيتي ليس في الوضع الذهني المناسب (لتحقيق ذلك)"، مضيفا "عندما فزت بالدوري للمرة الأولى عام 1993، لم أرغب بتاتا بأن يتراخى فريقي لأن الفكرة بحد ذاتها روعتني". لكن لحسن حظ سيتي أنه يتمتع حاليا بمدرب متفان مصمم على الفوز دون هوادة بالقدر الذي كان عليه فيرغوسون. وتوج غوارديولا حتى الآن بسبعة ألقاب في الدوري خلال تسعة مواسم وفي ثلاث بطولات مختلفة: في اسبانيا مع برشلونة (3 القاب متتالية) والمانيا مع بايرن مونيخ (3 القاب متتالية ايضا) أو إنكلترا التي حل فيها الموسم الماضي لكنه انتظر حتى هذا الموسم ليفتتح رصيده. ويتميز المدرب الإسباني باهتمامه بالتفاصيل حتى الصغيرة منها، وذهب حتى تحديد طول العشب في ملاعب التمارين وإيقاف شبكة الانترنت اللاسلكية في حرم "ستاد الاتحاد" لتعزيز التفاعل الشخصي بين اللاعبين وعدم التلهي بالهواتف والأجهزة اللوحية الذكية. يمكن لاندفاع غوارديولا وحماسه التسبب بإرهاقه ولاعبيه على حد سواء، وهذا الأمر دفعه في 2012 الى الابتعاد عن التدريب لمدة عام بعد أربعة مواسم مضنية مع برشلونة توج خلالها ب14 لقبا، ثم قرر العودة من بوابة بايرن ميونيخ لكنه كان مصمما على عدم الاستمرار مع الأخير لأكثر من ثلاثة مواسم. وينتهي عقد الإسباني مع فريقه الحالي سيتي في نهاية الموسم المقبل، لكن النادي واثق بأنه سيمدده لموسم واحد اضافي على أقل تقدير. وكتب الصحافي في "ذا تايمز" أوليفر كاي أن "سيتي يأمل في ان يوقع غوارديولا عقدا جديدا"، مضيفا ان النادي "سعيد بتأثيره على الفريق، لكن الفوز باللقب كان جزءا من المهمة وحسب. يريدون أن يصبحوا أبطالا مرة بعد مرة، من أجل فرض أنفسهم قوة مهيمنة في الدوري الإنكليزي الممتاز". مدعوما بانفاق هائل لم تشهده الكرة الإنكليزية في السابق، جمع غوارديولا فريقا قادرا على فرض هيمنته لأعوام طويلة، لاسيما أن الأموال التي صرفت منذ وصوله وقدرها أكثر من 500 مليون يورو، أنفقت بمعظمها على لاعبين لم يتجاوزا الخامسة والعشرين من عمرهم، مثل البرازيلي غابريال جيزوس (21) والألماني لوروا سانيه (22) وجون ستونز (23) والفرنسي بنجامان مندي (23) والبرتغالي برناردو سيلفا (23) والفرنسي ايميريك لابورت (23) والحارس البرازيلي ايدرسون (24). ويرى جوناثان ويلسون من صحيفة "ذا غارديان" أنه "سيكون هناك دائما أولئك الذين يرون بأن الأموال تحيدنا عن الجمال (اللعبة)، لكن غوارديولا طور ايضا لاعبين وقام بدمجهم (في المجموعة) لاستخراج قدراتهم"، مضيفا "نعم، أنفقت الأموال لكن سيتي أظهر أنه حصل بالكامل على قيمة ما أنفقه". ومنذ انتقال ملكية النادي الى الشيخ الاماراتي منصور بن زايد آل نهيان، توج سيتي بسبعة ألقاب، إلا أن لقبا هو الأغلى لا يزال ينقص خزائن ال"سيتيزينس"، وهو دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي ودعها لاعبو غوارديولا من الدور ربع النهائي هذا الموسم بالخسارة أمام الغريم المحلي ليفربول ذهابا وايابا بنتيجة اجمالية 1-5. لكن بالنسبة لغوارديولا، التتويج بالمسابقة القارية "سيحصل عاجلا أم آجلا".