يعكف المخرج حكيم قبابي حاليا على تصوير مسلسل جديد سيعرض على القناة الأولى خلال شهر رمضان المقبل.المسلسل الاجتماعي، يحمل عنوان "عز المدينة"،يتناول قصة الحي المغربي بشكل عام وأحياء المدن القديمة المغربية بشكل خاص و التي تعرضت لتغيرات كثيرة بدلت من وجه هذه الأحياء التي تعايشت فيها فئات المجتمع بكل دفء وحب و تآزر اندثر اليوم وأصبح جزء من الماضي يتناول مسلسل "عز المدينة" تفاصيل الحياة بخيرها وشرها، بأملها وبانكساراتها وبأحلامها بغد أفضل داخل الحي الشعبي درب الحمام، وذلك من خلال شخصيات محورية تتقاطع طموحاتها حسب مرجعية كل واحد منها. لكن تبقى الشخصية الأبرز وصوت العقل الذي يشكل الاستثناء في هذه القصة الاجتماعية، شخصية يوسف، أستاذ الفلسفة، الذي يجسد دوره الفنان المتميز أمين الناجي. يوسف الذي يصاب بأزمة نفسية ويدخل في مرحلة اكتئاب بعد أن فقد زوجته وابنه في حادثة سير، كما فقد أباه الذي سيرث منه بيتا وسط المدينة القديمة للحي الذي تربى فيه وغادره لسنوات. يعود يوسف لنفس حي الطفولة، ويحاول بناء حياة جديدة داخل الفضاء القديم الذي كبر فيه. لكن شتان بين الأمس واليوم. فالحي تغير كثيرا وتعرض للإهمال بشكل فظيع، فيلتقي بشخوص من هذا الحي ليتقاسم معهم هم مواجهة التحدي بإرادة وعزيمة رغم الصعوبات التي حكمت على الجميع بالصمت، وبعد طغيان قانون الغاب الذي فرضته شخصيات أمثال سليمان، ياسين أحجام، والمعفر، عبد الحق المجاهد. هذا الثنائي الذي تحالف مع الشيطان وأمسك بقبضته على أوصال الحي ويرهنان الحي عبر الاتجار في المخدرات وسلب السكان عقاراتهم... صراع المصالح هذا، وصراع العقل مع النفس اللوامة سيشكل صلب الأحداث التي سيلتقي معها المشاهد على مائدة الإفطار التلفزيوني في رمضان على القناة الأولى. مسلسل «عز المدينة»، الذي يشرف على إخراجه حكيم قبابي، ومن إنتاج شركة أغلال، اختيرت له أماكن تصوير بين مدينتي الجديدة وأزمور. وقد عبأت الشركة المنتجة مختلف الوسائل اللوجيستية، واختارت الفضاءات الخاصة بالتصوير بعناية حتى تقرب المشاهد أكثر من واقع الحي الشعبي المغربي في عمقه. الفضاءات كلها طبيعية ولا تنحصر داخل الاستوديو. ذلك أن مشاهد التصوير تقع في أحد البيوت داخل المدينة القديمة لأزمور، وبين دروبها ومقاهيها. وهذا الاختيار ليس عبثا، بل أملاه حرص الشركة على تقديم منتوج تلفزيوني راقي وجيد يستجيب لتطلعات المشاهد، وتفي من خلاله الشركة بالتزامها مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وعن هذا الجانب، صرح المخرج حكيم قبابي ل«الأحداث المغربية»، التي حضرت لرصد تصوير أحداث المسلسل، أن اختيار المدينة ليست اعتباطيا، مضيفا أن الاختيار كان في محله لأنه يتناسب والرؤية الإخراجية التي اشتغل عليها وتنسجم مع روح القصة والسيناريو، الذي أشرف على كتابته السيناريست زكريا لحلو. وأشار حكيم، الذي ألفينا كاميراه تدور لتصوير أحد المشاهد في مقهى على شرفة وادي أم الربيع بأزمور، إلى أن ظروف العمل تمر في أجواء جيدة، وأن الجهة المنتجة وفرت جميع الأجواء المناسبة والتي نشعر من خلالها، يقول، بأننا فريق واحد نهدف بشكل جماعي كل من موقعه للخروج بالعمل في أحسن حلة حتى يكون عند حسن الجمهور المتلقي. أما عن الكاستينغ وقيمة الأسماء المشاركة في المسلسل، فقال حكيم قبابي أنه سعيد بوجود أسماء وازنة في العمل، وتسهل عليه عميلة التواصل وبلورة رؤيته الإخراجية بشكل سلس ومهني في هذا العمل الذي يقول عنه إنه مكتوب بطريقة احترافية وقصته مثيرة تلامس هموم الناس بصورة يومية بالحي من دون خدش للمشاعر أو الإساءة للذوق العام. وهذه الرافعات كانت الحافز المهم والأساسي لإقناع الفنانين بالمشاركة فيه. كما أضاف قبابي أن العمل يعرف مشاركة كل من أمين الناجي وفاطمة الزهراء بناصر وياسين أحجام وعبد الحق مجاهد وجواد العلمي وفرح الفاسي وغيرهم.. أما أمين الناجي، فاعتبر أن مشاركته في العمل ستشكل الإضافة النوعية في مساره الفني. وأضاف في تصريح للجريدة أنه سعيد للعمل مع أغلال للإنتاج في أول تجربة له مع الجهة المنتجة، والتي اكتشف فيها احترافيتها و مهنيتها التي سمع عنها قبل أن يشاركها عملا دراميا. الناجي اعتبر أن الشخصية التي يؤديها ستكشف عن وجه آخر له في التلفزيون. ذلك أن دور الأستاذ يوسف، الذي يؤديه في المسلسل يختلف كليا عن ما سبق وقدمه سواء في التلفزيون أو في السينما. كما لم يفته القول أن القصة والسيناريو الذي طرح عليه أول مرة أعادت إلى أذهانه صورة الحي كما عاشها وهو طفل في الأحياء الشعبية في الدارالبيضاء. كما أن الطريقة التي كتب بها العمل مشوقة وجديرة بأن تحكى للمتلقي، وذلك بالنظر إلى التغير الذي طرأ على أحياء مدننا، والذي أصبح واقعايختلف كليا عن أحياء ما قبل عقود في مختلف المدن المغربية. ياسين أحجام قال بدوره إنه سعيد بالمشاركة في «عز المدينة»، وذلك للحبكة والقصة التي يحكيها المسلسل على مدار ثلاثين حلقة. وأضاف ياسين أحجام أنه يجسد دور سليمان الشخصية الثانية في العمل، والتي تكشف عن وجه مغاير للأدوار التي قدمها في السابق، متمنيا أن ينال إعجاب المشاهد المغربي، مؤكدا أن العمل اجتماعي غزير بالموضوعات الهادفة، ويرتكز على نص درامي جيد مكتوب بشكل محترف في قالب عقلاني غير مكرر ومختلف.