قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يُسيء إلى سمعة الولاياتالمتحدة، ويجلب العار لبلاده، وذلك بعد تصريحاته المُسيئة للدول الافريقية وهايتي وسلفادور، الخميس الماضي، والتي أثارت موجة من الغضب في هذه الدول، كما أزعجت المواطنين والسياسيين الأميركيين. وذكرت الصحيفة، في مقال رأي نُشر على موقها الإلكتروني، أمس الجمعة، أن "ترامب وعد، الثلاثاء الماضي، أنه سيقوم بفعل الصواب بشأن الهجرة، وذلك خلال اجتماعه الذي استمر 90 دقيقة مع سياسيين جمهوريين وديموقراطيين في الكونجرس، إلا أنه عاد يوم الخميس ليتساءل عن سبب استقبال الولاياتالمتحدة لمواطنين قادمين من "حثالة الدول"، عوضًا عن مواطني بلاد مثل النرويج، ثم نشر تغريدة على حسابه بموقع تويتر يُطالب فيها ببناء الجدار على طول الحدود المكسيكية". وقالت الصحيفة الأميركية إن "تصريحات الرئيس الأميركي تُظهر أنه "عنصري"، وتكشف عن التاريخ الأميركي الطويل والسيء بالتعامل مع المهاجرين بناءً على أصولهم وعرقهم، وترى أنه يسعى إلى إعادة هذا التاريخ إلى السطح مرة أخرى، والذي حاول الرؤساء السابقون محوه". وذكرت الصحيفة أن "ترامب نفى تلك التصريحات في تغريدات على حسابه، أمس الجمعة، إلا أن السيناتور الديمقراطي ريتشارد دوبربين، والذي حضر الاجتماع، أكد أن الرئيس الأميركي قال تلك الأشياء "البغيضة"، ولم يقلها مرة واحدة، ولكنها كررها أكثر من مرة". وترى "نيويوك تايمز" أن "الرئيس الأميركي أدلى بهذه التصريحات بالفعل، وأن نفيه لما قاله غير منطقي"، قائلة: "إن ترامب ليس عنصري وجاهل، وغير مؤهل، ولكنه أيضا كاذب". "عنصرية متأصلة" واستعرضت الصحيفة أبرز الوقائع التي تؤكد عنصرية ترامب، وتقول إن "المسألة ليست وليدة اللحظة بل أنها متأصلة بداخله". ولفتت إلى "مثول ترامب ووالده أمام القضاء في السبعينيات مرتين، بعد رفضهم تأجير شقة إلى مواطنين من أصحاب بشرة سوداء". ودعا إلى إعدام خمسة أشخاص سود البشرة وشخص لاتيني كانوا متهمين في واقعة اغتصاب فتاة في "سنترال بارك" عام 1989، وبعد اثبات برائتهم لم يعتذر، وظل يكرر الأمر في مناسبات عدة، ويؤكد أنهم مذنبين. وتقول الصحيفة أن "عنصرية ترامب ظهرت أيضاً خلال حملته الانتخابية، والتي قامت على التصريحات المسيئة للمسلمين والمسيكيين والترويج لفكرة أن أول رئيس أميركي أسود البشرة لم يُولد في الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى قوله عن جماعات النازيين الجدد ب"أشخاص لطفاء لا بأس بهم". ونشرت نيويورك تايمز تقريراً، الشهر الماضي، قالت فيه إن "ترامب أبلغ بعض المسؤولين في إدارته خلال اجتماع بالبيت الأبيض، أن هنا 15 ألف شخص من هايتي يعيشون في الولاياتالمتحدة، وجميعهم مصابون بالإيدز، وأخبرهم أن مهاجري نيجيريا لن يعودوا إلى أكواخهم في أفريقيا بعد أن عاشوا في أميركا". "أول رئيس عنصري" واعتبرت الصحيفة إن "ترامب أصبح أول رئيس عنصري يحكم أميركا"، مُشيرة إلى أن "حملته الانتخابية قامت على العنصرية والاستبعاد، وتمييز البيض". وذكرت أن "حكومات بعض الدول التي هاجمها ترامب من بينها شيلي، وكوبا، وأوراجواي أنهت سياساتها المتعسفة والعنصرية تجاه المهاجرين، قبل أميركا بعقود طويلة". وأوضحت "نيويورك تايمز" أن "بعض وسائل الإعلام التابعة للنازيين الجدد- جماعة عنصرية متعصبة- أشادت بتصريحات ترامب المسيئة لأفريقيا". أمَّا موقع "ذا ديلي ستورمر"، فرأى أن "تصريحات ترامب مُشجعة ولطيفة، وتُظهر أن الرئيس الأميركي يتبع نهجهم". وتقول الصحيفة أن "ترامب أوضح أنه ليس لديه أي حلول لمشاكل الهجرة، ما يجعل الأمر في يد الكونغرس"، داعيةً إلى "اصدار قانون شامل خاص بالهجرة والمهاجرين"، واعتبرته "الحل الأمثل لهذه الأزمة".