تنفيذا لتعليمات جلالة الملك، نظم اليوم السبت بمقر وزارة الداخلية بالرباط،، اجتماع يهدف لبحث السبل الكفيلة بمواجهة موجة البرد القارس التي تجتاح عددا من عمالات وأقاليم المملكة. ويروم هذا الاجتماع الذي ترأسه، وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، استكمال تدارس الاجراءات والتدابير التي تم اتخاذها سابقا للحد من تداعيات هذه الموجة وتخفيف آثارها على الساكنة المحلية، بحضور القطاعات الحكومية والمصالح الأمنية المعنية. وفي كلمة افتتاحية دعا لفتيت، الذي ترأس هذا الاجتماع، جميع القطاعات الحكومية والمتدخلين للتعبئة وفقا لما تقتضيه الظرفية، مضيفا أن وزارة الداخلية "على وعي تام بمتطلبات المرحلة وهي على استعداد بمصالحها المركزية والاقليمية وجميع المصالح المعنية، من درك ملكي وقوات مساعدة ووقاية مدنية وكل مكونات السلطة المحلية للقيام بالواجب في تخفيف العبء على الساكنة تنفيذا للتعليمات الملكية السامية". وعلى نفس النسق من التعبئة، أكد الوزير، جاهزية عملية توزيع المساعدات الغذائية الخاصة بالفئات المستهدفة داخل الأقاليم المحصية في هذا الشأن البالغ عددها 22 إقليما. وأوضح أن هذه التدابير تهم أساسا تحديد أماكن تخزين ونقط بيع حطب التدفئة من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وتعبئة الآليات التابعة لمصالح الدولة وكذا تلك التي هي في ملك الخواص عند الحاجة وتموقعها بالقرب من المسالك المهددة بالانقطاع من أجل فك العزلة، وتأمين التدخل الفوري بواسطة مروحيات الإسعاف التابعة للدرك الملكي ووزارة الصحة لإنقاذ السكان المتواجدين في حالات حرجة واستعجالية كالنساء والحوامل. وقال وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز الرباح، إن المكتب الوطني للكهرباء والماء عبأ كافة الإمكانيات اللوجيستيكة والبشرية والآليات الضرورية لمواجهة حالات الانقطاع أو الطلب المتزايد على الكهرباء خصوصا في هذه الظروف الجوية الحادة، من خلال فرق تدخل كبيرة وتسخير إمكانيات احتياطية، بالإضافة إلى تأمين عدد كافي من قنينات الغاز المستعملة في التدفئة بالأقاليم المعنية بموجة البرد، وذلك بتنسيق مع كافة القطاعات الوزارية. وبالنسبة لقطاع الصحة، أبرز وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، وزير الصحة بالنيابة عبد القادر اعمارة، أنه تمت تعبئة 660 طبيبا وأكثر من 1950 من الممرضين وحوالي 43 مستشفى و9 وحدات صحية متنقلة وأكثر من 400 سيارة إسعاف خلال هذه المرحلة، مضيفا أنه تمت، على مستوى التجهيز تعبئة أكثر من 950 آلية لإزاحة الثلوج بالإضافة إلى التعاقد مع عدد إضافي من سائقي هذه الآليات، لتغطية أكثر من 5 آلاف كيلومتر من الطرقات المغطاة بالثلوج، وكذا تفعيل بعط التطبيقات الهاتفية لإرشاد مستعملي الطريق حول الانقطاعات المحتملة. من جانبها، أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال على الحرص على توصل كافة المواطنين بالنشرات الإنذارية الخاصة لاتخاد الاحتياطات اللازمة. وعلى المستوى الفلاحي، أكد ممثل هذا القطاع أن برنامج التدخل مبني على محورين يخص المحور الأول تتبع الموسم الفلاحي على الصعيد المحلي والاقليمي بهدف تتبع المزروعات والماشية، وكذا للاستعداد لتأثير الظروف المناخية قصد وضع برنامج خاص للتدخل السريع، فيما يرتبط المحور الثاني للبرنامج بتقليص الفوارق الاجتماعية عبر وضع الاعتمادات اللازمة لاقتناء الوسائل اللوجيستيكية الضرورية. وأشار المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد العظيم الحافي إلى أنه تم توزيع 6300 من الأفرنة المحسنة سنة 2017، مشيرا إلى أن هذا العدد مرشح للارتفاع في هذه السنة نظرا لموجة البرد التي تعرفها بعض المناطق، وكذا العمل على تعزيز شبكة توزيع حطب الوقود، لتحسين ظروف العيش واقتصاد الطاقة بهذه المناطق. كما استعرض ممثلو الدرك الملكي والوقاية المدنية كافة المجهودات والتدابير التي تم اتخادها لمواجهة موجة البرد، لتأمين سلامة المواطنين وممتلكاتهم عبر سيارات وطائرات خاصة فضلا عن الموارد البشرية اللازمة، وتوفير عدد كافي من الأغطية بكافة الجهات المعنية بموجة البرد. وعرف هذا الاجتماع حضور، على الخصوص، الجنرال دو دوفيزيون قائد الدرك الملكي، والجنرال دوبريكاد قائد الوقاية المدنية، والجنرال دوبريكاد مفتش القوات المساعدة، (المنطقة الشمالية) والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية.