مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت بظهور السياسي الأميركي شون سبايسر، المتحدث السابق باسم البيت الأبيض على المسرح الذي احتضن الاحتفال بتوزيع جوائز إيمي ال69 في هوليوود، وسخريته من نفسه ومن التصريحات الخاطئة التي ظل يرددها خلال توليه منصبه الرفيع، حتى تقدّم باستقالته نهاية يوليوز 2017. وطغت السخرية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتصرفاته على الحفل ، الذي أقيم مساء الأحد، بحضور عدد كبير من مشاهير الشاشة الفضية، في أهم مناسبة للاحتفاء بالتلفزيون وصناعته. ووجد مقدم البرامج الساخرة ذائع الصيت ستيفن كولبير، في شخصية الرئيس المثير للجدل مادة خصبة للتهكم، خاصة وأن ترامب ليس بالغريب عن عالم التلفزيون، فقد سبق وأن قدّم وأنتج برنامج The Apprentice أحد أنجح برامج تلفزيون الواقع لما يزيد عن 10 مواسم، ورُشّح مرات عدة لجوائز إيمي لكنه لم يفز بأي منها. كولبير بثّ خلال الحفل مقتطفاً من مناظرة بين ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون يظهر فيه الملياردير الجمهوري وهو يقول إنه كان يجب أن يفوز بجائزة إيمي. وقال أيضاً "لم يحصل ترامب على إيمي لأنه وخلافاً للانتخابات الرئاسية فإن جوائز إيمي تمنح لمن يحصل على العدد الأكبر من الأصوات". في إشارة إلى أن ترامب انتخب رئيساً رغم أن كلينتون هي التي حصلت على العدد الأكبر من الأصوات، وذلك بسبب طبيعة النظام الانتخابي الأميركي. وأضاف مقدم برنامج The Late Show الحواري على شبكة CBS التي بثت وقائع الحفل مخاطباً بلهجة ساخرة القيمين على الجائزة "لماذا لم تعطوه إيمي؟ أراهنكم أنه لو فاز بجائزة إيمي لما ترشح أبداً للرئاسة (...) من هنا أستطيع أن أقول إن كل هذا هو، بطريقة ما، خطؤكم". وتابع "بالتأكيد ما يهتم له دونالد ترامب فعلاً هو نسبة المشاهدة.. يجب ان تكون الأعداد كبيرة"، قبل أن يضيف "للأسف، ليست لدينا الآن أي وسيلة لمعرفة عدد مشاهدينا.. هل من أحد يعرف كم هو عدد المشاهدين؟". وهنا التفت كولبير إلى يسار المسرح، ليدخل منه السياسي شون سبايسر وهو يجر أمامه منصة خشبية تشبه تلك التي كان يقف خلفها حين كان متحدثاً باسم الرئاسة، فبادره الفكاهي بسؤال "شون هل تعلم أنت؟". وأمام صدمة الجمهور الذي كاد أن لا يصدق عينيه، وقف سبايسر قائلاً "هذا أكبر جمهور على الإطلاق تابع حفل جوائز إيمي، نقطة على السطر(بمعنى بلا مناقشة) سواء أكان ذلك في مكان (الحفل) أو حول العالم". وأثار ظهور سبايسر وتصريحه هذا عاصفة من الضحك لدى الحضور الذي فوجئ بالمتحدث السابق باسم البيت الأبيض وهو يردد جملته الأشهر التي قالها أمام وسائل الإعلام، غداة تنصيب ترامب وأكد فيها أن عدد الذين حضروا حفل تنصيب الملياردير الجمهوري كان الأكبر في التاريخ على الإطلاق، سواء في مكان الحفل أوعبر التلفزيون، في حين أن الصور التي التقطت لمكان الحفل كانت تقول عكس ذلك. لم يكتف كولبير بهذا، بل ذهب إلى ما هو أبعد بكثير مشبهاً الرئيس صاحب الشعبية الكبيرة بين البيض العنصريين، بشخصية مصّنع وتاجر المخدرات والتر وايت في مسلسل Breaking Bad الشهير، إذ قال "أعتقد أن المشاهدين يحبون الشخصيات "المعادية للأبطال".. ترامب مثل والتر وايت.. بل هو والتر وايت ذاته بل أشد بياضاً". وأخيرًا، لا بد من ذكر أن أحد أهم المستفيدين من وصول ترامب إلى سدة الرئاسة هو الممثل الأميركي، أليك بولدوين الذي احترف تقليد شخصية ترامب داخل أروقة البيت الأبيض، منذ عام في مقاطع كوميدية أسبوعية أصبحت تيمة برنامج Saturday Night Live الشهير. وإتقانه لتقليد الشخصية أوصله إلى الحصول على جائزة إيمي مساء الأحد، عن أفضل دور مساعد في عمل كوميدي، وقال حين استلمها "وأخيراً سيدي الرئيس.. هذه الإيمي لك". ويعتبر هذا ثالث فوز بالجائزة يحققه بولدوين بعد أن فاز بها مرتين من قبل عن دوره في مسلسل 30 Rock.