أفرجت السلطات الأمنية، يومه الأحد 27 غشت، عن معتقلين اثنين مزعوم تورطهما في الهجمات الإرهابية التي وقعت ببرشلونة وكامبريلس، ولم تبق سوى رجلا ثالثا رهن الاعتقال اعترف بتأهبه الهجوم على سفارة إسبانيا بالرباط. وقال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية (BCIJ)، في مقابلة له مع وكالة فرانس برس، إن الشرطة المغربية نفذت عمليتي الاعتقال واحدة في الدارالبيضاء ، لأشخاص آخرين يشتبه في تورطهم ، في وقت سابق في هجمات إرهابية بكاتالونيا. وفي ما يخص قضية برشلونة، يوضح الخيام أن الشرطة المغربية قد اعتقلت في الدارالبيضاء تاجرا لقنينات غاز البوتان، كان يقيم فيما مضى بمنزل بمدينة جيرونا الاسبانية، وهو نفس المنزل الذي عاش فيه يونس أبو يعقوب المشتبه بكونه هو سائق شاحنة الدهس في برشلونة. ومع ذلك، وبعد استجواب صارم وتحقيقات عميقة، تبين أن تاجر قنينات غاز البوتان لم تكن له أي صلة بموضوع التفجير، وتم بذلك الافراج عنه. "صحيح أن الشخص الثالث الذي لا يزال رهن الاعتقال ليست له علاقة مباشرة بما وقع ببرشلونة، وإن كان قد عاش فيها أزيد من 10 سنوات بعد أن انتقل ليعيش بالناظور، إلا أن هذا الشخص أشاد بتلك الهجمات على موقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، وهذا ما دعا لاعتقاله" على حد تعبير المتحدث ذاته. وأثناء التحقيق مع المعتقل، يضيف الخيام ، اعترف بولائه لدولة داعش، وبنيته في الاعتداء على السفارة الإسبانية بالرباط، فضلا عن مراكز الشرطة ومواقع سياحية لم يحددها، ولا تزال الاستجوابات جارية معه إلى الآن بمقر المكتب المركزي في سلا. وحول ما إذا كانت للمعتقل خطط للهجوم على السفارة الاسبانية، يقول مدير المركز أنه كلف خبراء لتفتيش منزله بالناظور، وقد تبين أنه لا يتوفر على أسلحة أو مواد تفجيرية، كما تم فحص اتصالاته ومحادثاته المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي للتحقق مما إذا كان له أتباع ينوون تنفيذ العملية، وهذا ما يراه الخيام أمرا مستبعدا. وأكد الخيام على أن الأجهزة الأمنية المغربية تتبادل معلومات يومية عن الجهاديين مع زملاء بعدة بلدان أوروبية، ومن بينها إسبانيا "التي تربطها بالمغرب علاقات تعاون متينة". وقد سلط الخيام الضوء على حقيقة مفادها أن أعضاء الخلية الإسبانية شباب تم التأثير فيهم واستقطابهم إبان إقامتهم بإسبانيا، و"لم يتم تحصينهم ضد الخطاب الديني المتطرف". كما أوضح المتحدث أن ذلك لم يكن ليحدث في المغرب قائلا: "هنا يتم تحصين الشباب بطرق مختلفة، خصوصا من خلال تعويدهم على الفهم المعتدل للنص الديني، وتأويله بشكل صحيح وإيجابي يبعدهم كل البعد عن التفكير في ارتكاب مثل هذه الأعمال الإرهابية". وطبقا لأحدث الأرقام والإحصاءات، فقد قام المكتب المركزي للتحقيقات القضائية بتفكيك 46 خلية إرهابية ما بين مارس 2015 (تاريخ إنشائها) واليوم، واحتجز ما مجموعه 692 مشتبها في الإرهاب الجهادي، منهم 81 شخصا كانوا عائدين من الجهاد في العراق أو سوريا أو ليبيا و 42 طردوا من البلدان ثالثة ليستقروا بالمغرب.