بعد رحلة احتراف قصيرة وفاشلة، قرر نجيب الوزاني، العودة لفريقه الأم، واستعادة مكانته السابقة. الأمين العام السابق لحزب العهد، بصدد استعادة المنصب الذي تخلى عنه من أجل عيون عبد الإله بن كيران، حين تحول الحلم الوردي الذي رسمه له إلى كابوس، أفقده الحزب والمنصب الذي كان يسعى إليه. فبعد أن فقد ابن كيران دفة الحكومة وكذا قيادة حزب العدالة والتنمية، قرر نجيب الوزاني العودة لقواعده، بعد أن أفقده قرار الترشح باسم البيجيدي في الانتخابات التشريعية السابقة، إمكانية كسب مقعد في البرلمان، وربما كان يحلم بالحصول على منصب وزاري، لكن فشله، وبعد ذلك تداعيات تشكيل الحكومة، وتواري صديقه ابن كيران من واجهة المشهد السياسي، جعله يقرر العودة للإمساك مجددا بالحزب. عودة الوزاني لقيادة حزب العهد، والتي كانت متوقعة له، وربما هذا ماجعله لايقطع شعرة معاوية نهائيا مع حزب العهد، بدأ الترتيب لها، حيث تقرر منحه صفة رئيس شرفي وناطق رسمي باسم الحزب، في انتظار عقد جمع عام استثنائي يوم الأحد 23 أبريل بمدينة الرباط، لإعلان حمله مجددا قميص حزب العهد. في هذا السياق، دعى الأمين العام للحزب مرزوق أحيدار، لجمع عام استثنائي تحت شعار " الاتحاد والأخوة قوة"، حيث أهابت الأمانة العامة للحزب، "بالمناضلات والمناضلين من أجل رص الصف والوقوف جنبا لجنب من أجل إنجاح هذه المحطة المهمة التي تروم جمع الشمل وإصلاح ذات البين بين جميع مكونات الحزب". وكان نجيب الوزاني، الأمين العام السابق لحزب العهد الديمقراطي، قد فشل في تحقيق الفوز في الدائرة الانتخابية التي ترشح فيها باسم حزب العدالة والتنمية، في مدينة الحسيمة التي تعتبر معقلا انتخابيا لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد أن خلق سابقة في ظاهرة الترحال السياسي، حيث هذه أول مرة يقرر فيها زعيم حزب، الترشح تحت يافطة حزب آخر، لكن اختياره ربما لم يكن موفقا ليقرر بعد هذه التجربة الفاشلة، العودة لحزبه. وكان قرار الطبيب الجراح ، عبر إقدامه على هذه المغامرة، قد تعرض لانتقاد بعض أعضاء الحزب الذين انتفضوا ضده، وقاموا بمهاجمة مقر الحزب بحي حسان في مدينة الرباط، مطالبين بتغيير الأمين العام مادام قد اختار الترشح باسم حزب آخر، وغير حزبه الأصلي، فهل تكون عودته سلسة، أم أن هذه العودة قد تساهم في إحداث انشقاق وصراع؟