كتبت المجلة الأمريكية المؤثرة (ناشيونال إنتريست) أن الاستراتيجية الإفريقية للملك محمد السادس تهدف، في مقاربتها الشاملة، إلى تحقيق هدف مزدوج يتمثل في تشجيع التنمية التضامنية المشتركة وقطع الطريق على التطرف العنيف ودعاة الإيديولوجيات المتطرفة. وأبرز أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، في مقال تحليلي بالمجلة، أنه "حسب الاستراتيجية الملكية، ترتبط مكافحة الإرهاب بالضرورة الملحة لرفع تحديات التنمية بالقارة الإفريقية". في هذا الصدد، سجل أن الملك وضع استراتيجية "شاملة" تقوم على هذين المبدأين الأساسيين. من جهة أخرى، لاحظ كاتب المقال الذي حمل عنوان "لماذا يتعين على دونالد ترامب التركيز على إفريقيا"، أن هناك العديد من المنظمات متعددة الأطراف التي تضم بين أعضائها بلدانا متنورة مثل المغرب، والتي تضطلع ب"دور ريادي كبير" في الجهود الرامية إلى إرساء أسس التنمية السوسيو اقتصادية الشاملة بالقارة. وفي معرض تطرقه إلى الاستراتيجية الأمريكية بإفريقيا، أشارت (ناشيونال إنتريست) إلى أن الرئيس دونالد ترامب، الذي سيستلم السلطة يوم 20 يناير المقبل، يتوفر على فرصة "تاريخية" لتقديم مساهمته في دينامية التنمية بالقارة وتجاوز "القصور" التي ميز الإدارة المنتهية ولايتها. واعتبرت المجلة أنه من خلال إعادة مناقشة "قانون النمو والفرص بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا"، الذي أطلقته إدارة الرئيس كلينتون، قد يكون بمقدور الإدارة الجديدة تعزيز الصادرات الأمريكية وإعطاء دينامية جديدة لسوق الشغل، وتشجيع الاستثمارات المتوجهة نحو التنمية بالقارة. وأوضح المقال التحليلي أن ترامب يمكن أن يقوم بإصلاح نموذج المساعدات الانسانية الموجهة إلى القارة الإفريقية، لافتا إلى أن مقاربة من هذا القبيل ستسمح بتجاوز الخسائر الناجمة عن البيروقراطية الثقيلة وسيرفع بشكل ملموس المساعدات الانسانية من خلال تجنب التكاليف الباهظة. وخلصت إلى أن دونالد ترامب سيكون في موقع يمكنه من ملاحظة أن مساعدة الأفارقة على تحقيق أحلامهم تعتبر مقاربة ستصب في المصلحة القومية للولايات المتحدة.