احتج المئات من المواطنين بالدارالبيضاءوالرباط ومكناس وفاس والصويرة وأكادير ومراكش والفقيه بن صالح، وطنجة.. وعلى امتداد الوطن، غضبا وحزنا على مقتل محسن فكري بائع السمك الذي طحنته شاحنة الأزبال نتيجة احتجاجه على مصادرة بضاعته وإتلافها. أمس الأحد، نزل إلى الشارع المغاربة ومن كل الأطياف السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية، ومنتمون إلى الحركة الأمازيغية والطلابية، وقد كان التوجس من استغلال هذه الوقفات سياسيا حاضرا من البداية خاصة بوجود قيادات تيارات دأبت على إلباس الاحتجاجات الاجتماعية حمولات سياسية، من مثل جماعة العدل والإحسان وتيار النهج الديمقراطي وبعض نشطاء الحركة الأمازيغية. هذا مع تسجيل غياب واضح لأتباع حزب العدالة والتنمية، الحزب القائد للائتلاف الحكومي المقبل امتثالا لتعليمات أمينهم العام، عبد الإله ابن كيران. الهمسات، والأحاديث الجانبية، في وقفة الرباط كانت تشدد على أنه «مثل هذه السلوكات اللاإنسانية والتعسفية في استعمال السلطة لاتليق بمغرب العهد الجديد»، تقول امرأة مسنة خرجت هي الأخرى لتندد بما وقع لمحسن فكري.. «كون ما حفيدي اللي وراني التصاور فالأنترنيت ماكونتش نعرف أش واقع.. التلفزيون ما تيهدرش على بحال هاد الشي»، تقول المرأة وقد غصت ودمعت عينها. في الدارالبيضاء، بدأ الاحتجاج قرب «الكرة الأرضية» بثلاث وقفات متنافرة قبل أن يوحدها عدد من المواطنين الذين تقطاع وقوفهم بين الحدود المرسومة بعفوية للوقفات الثلاث، التي استقرت بين حلقتين كبيرتين الأولى لعازفي قيتار والثانية لمسرحيين يؤدون عرضا في الهواء الطلق. الاحتجاج على حادث مقتل محسن فكري في طنجة، كان عفويا، بعدما تجاوب المئات من سكان المدينة، مع الدعوات التي تداولها العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حين كانت الوجهة مساء أمس الأحد نحو ساحة الأمم، قبل أن تتشكل أكثر من مجموعة في مسيرة واحدة بقيادات متعددة. المحتجون رفعوا شعارات منددة بالحادث المأساوي الذي تعرض له بائع السمك بالحسيمة، وطالبوا بضرورة محاسبة كل الأطراف المسؤولة، كما كان الاحتجاج مناسبة للتذكير بالمشاكل الاجتماعية التي تتخبط فيها فئة عريضة من الشعب المغربي. بالمضيق، مرورا إلى الفنيدق، ومرتيل، وشفشاون وصولا إلى العرائش ووزان شارك الآلاف من المواطنين في وقفات ومسيرات تطالب بفتح تحقيق وإماطة اللثام عن حقيقة ما حدث، ومحاسبة المسؤولين وجبر ضرر الأسرة المكلومة. وشهدت الوقفات الاحتجاجية في كل المدن المغربية مراقبة أمنية خفيفة عن بعد، دون تسجيل أي تدخل يذكر، إذ تفادت السلطات المحلية أي إنزال أمني، واتخذت بالمقابل كافة الاحتياطات لتأمين و تسهيل مسيرة المحتجين. وعلى غرار الدار البيضاءوطنجة، عرفت مدن فاس، وأكادير، والصويرة، والفقيه بن صالح... مظاهرات حاشدة، تضامنا مع أسرة محسن فكري، مطالبين بمحاكمة المسؤولين سواء كانوا صغارا أو كبارا وإنزال أقسى العقوبات على المتورطين، وبوطن يتسع للجميع..