افتتحت، يوم الثلاثاء 18 أكتوبر الجاري، بقاعة الندوات التابعة لولاية جهة بني ملالخنيفرة، فعاليات المؤتمر الدولي "أطلس كوب" حول التغيرات المناخية الذي ينظم بشراكة بين مجلس جهة بني ملالخنيفرة، وجامعة السلطان مولاي سليمان، وذلك تحت شعار "مكافحة الآثار السلبية للتغيرات المناخية دعامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والمندمجة". و يندرج هذا المؤتمر الذي انعقد يومي 18 و19 أكتوبر الجاري، حسب اللجنة المنظمة، في إطار التحضيرات التي يباشرها مجلس جهة بني ملالخنيفرة من أجل المشاركة الفعالة في مؤتمر الأطراف كوب 22، المزمع تنظيمه بمدينة مراكش ما بين 7 و18 نونبر المقبل من جهة، وكذا تتمة للأنشطة والتظاهرات العلمية التي أطلقتها جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال بخصوص التحسيس بخطورة وتأثير التغيرات المناخية والاحتباس الحراري على كوكب الأرض من جهة أخرى. وشمل برنامج هذا المؤتمر الدولي الذي تم اعتماده رسميا من طرف اللجنة التوجيهية لكوب 22، تنظيم العديد من الندوات والمحاضرات والورشات والموائد المستديرة التي أطرها ثلة من الباحثين والأكاديمين المختصين في المناخ، يمثلون عددا من الجامعات الوطنية والدولية وكذا بعض الهيئات الدولية المختصة في التغيرات المناخية والبيئة. وأبرز إبراهيم مجاهيد، رئيس مجلس جهة بني ملالخنيفرة في كلمته الافتتاحية، أن هذا اللقاء الهام جاء مباشرة بعد إسدال الستار على المنتدى الجهوي للمجتمع المدني الذي نظمه المجلس خلال الأسبوع الماضي، والذي شكل آلية للحوار والتشاور مع المجتمع المدني حول تسطير مجموعة من المقترحات التي تشكل عنصرا أساسيا سيمكن المجلس مستقبلا من التعاطي مع مختلف الإشكاليات البيئية التي تواجهها الجهة. ونوه مجاهيد بدور مؤتمر"أطلس كوب" الذي سيمكن الجهة حسب تعبيره بعد الاستناد على شراكة بناءة مع الفعاليات العلمية والأكاديمة، من دراسة موضوع يعد رهانا محوريا لدى الجميع والمتعلق بمشكل التغيرات المناخية. كما شد مجاهيد بحرارة على أيدي منظمي مؤتمر الأطرف كوب 22 بمراكش، والذي أقر بأنه يعد قمة لتنفيذ اقتراحات ومخططات ملموسة تهدف إلى مواجهة الإشكالات المتعلقة بالتغيرات المناخية، خاصة ظاهرة الاحتباس الحراري، على غرار اعتماد بعض المصادر الطاقية البديلة والنظيفة الكفيلة بالحد من التغير المناخي. ورغبة من مجلس الجهة في العمل على دعم مؤتمر الأطراف "كوب 22" ، أكد مجاهيد أن أعضاء الجهة سطروا مجموعة من الأنشطة في إطار العملية التي أطلق عليها "أطلس كوب"، تضمنت في فقراتها التركيز على الجانب العلمي و التحسيسي والتعريفي، لأن الوقت قد حان كي يعمل جميع المتدخلين وفق مقاربة تشاركية للوقوف على مختلف الإشكالات المطروحة في ما يخص معضلة التغيرات المناخية التي يعيش على وقعها كوكب الأرض بصفة عامة، والتفكير في حلول واقعية أكثر نجاعة للحد من أثارها من خلال التفكير في مخطط بيئي مناخي شامل. من جهته أقر بوشعيب المرناري، رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، في كلمته على أن ظاهرة التغير المناخي أصبحت اليوم و أكثر من أي وقت مضى تؤرق القائمين على شأن كوننا، خاصة في ظل الخط التصاعدي الكبير لحرارة الأرض خلال السنوات الأخيرة، وهو ما قد يفتح سيناريوهات تجعل من حرارة الأرض ترتفع إلى أكثر من 4 درجات مؤوية في حالة عدم التحرك الجاد من أجل اتخاد القرارات الضرورية والاستعجالية لمكافحة الأسباب المؤدية إلى هذا الوضع المقلق، منوها في نفس السياق بتطبيق بعض التوصيات التي خرجت بها قمة المناخ كوب 21 بباريس السنة الماضية، والداعية إلى التقليص من درجة حرارة الأرض إلى درجة و نصف أصبح أمرا لا مناص منه. وفي الاتجاه ذاته، أشاد السيد ميشيل ديبرومل، المستشار في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، بالتوصيات التي خرجت بها قمة المناخ كوب 21 بباريس. كما نوه ديبرومل دائما، بأن محطة مراكش هي محطة حاسمة في صياغة اتفاق عالمي شامل حول المناخ، باعتبار الموافقة الضمنية لكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين من أجل الجلوس على طاولة الحوار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ما يخص الشأن المناخي وتكريس الإجراءات المتفق عليها على أرض الواقع. محسن إدالي، نائب عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال، ومنسق تكوين تدبير المجال وحماية البيئة بنفس الكلية، تحدث على هامش تسييره لفعاليات الندوة الافتتاحية مطولا عن أن نيل المغرب لشرف تنظيم قمة عالمية بحجم مؤتمر الأطراف كوب 22، هو تشريف وتقدير لجهود المغرب في هذا المجال، والذي جعل من تتبع المنظومة البيئية العالمية، والمخاطر التي تحيط بها ضمن أولوياته الأساسية، كما اعتبر إدالي في مداخلته الهامة، أن الوضعية الراهنة للمناخ لم تعد تقبل التسويف أو التسييس اللذين لا يخدمان أجيالنا القادمة ومنظومتنا البيئية في شموليتها عادل المحبوبي