تم أمس الأربعاء بنيويورك إبراز النموذج "الناجح" للمغرب في مجال الطاقات المتجددة، وذلك خلال لقاء حول النجاعة الطاقية ودورها في مكافحة التغيرات المناخية. وأكد المشاركون في هذا الاجتماع، الذي نظمه المغرب على هامش الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة وفي أفق المؤتمر ال22 للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، على "نجاعة" السياسات والاستراتيجيات التي وضعتها المملكة لاستباق آثار التغيرات المناخية. وتقوم هذه السياسات، التي مكنت المغرب من أن يصبح رائدا في هذا المجال، على رؤية "واضحة ومحددة المعالم" تضع المواطن ورفاهيته في صلب الانشغالات. وشددت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، المبعوثة الخاصة لكوب 22 السيدة حكيمة الحيطي، في كلمة لها خلال هذا اللقاء، على أهمية النجاعة الطاقية، التي ستحتل مكانة متميزة في مؤتمر مراكش، والتي يمكن أن تقدم خدمة استثنائية على مستوى كل ما يتعلق بالتخفيف السريع من آثار التغيرات المناخية. وأبرزت أن النجاعة الطاقية، التي جعلها المغرب أولوية وطنية، يمكن أن تكون بمثابة أداة لتحقيق نتائج ملموسة في مجال مكافحة التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن هذه المقاربة ذات القيمة المضافة تشكل أيضا "مصدرا" لتوليد فرص الشغل، خاصة لفائدة الشباب. من جانبه، أكد سعد ملين، مسؤول قطب الشراكة بين القطاعين العام والخاص في لجنة الإشراف على كوب 22، أن روح المبادرة المغربية بشأن النجاعة الطاقية تتمثل في مكافحة الهدر الطاقي، مع التركيز على الحاجة إلى تمويل السياسات وتعزيز القدرات في كافة البلدان، ودعم مشاريع الطاقات المتجددة الريحية والمائية والشمسية وغيرها. كما سلط الضوء على أهمية تقاسم المعارف والخبرات بين بلدان الشمال والجنوب من أجل تعاون أفضل لفائدة حماية البيئة. المغرب أضحى تحت قيادة جلالة الملك "نموذجا متميزا" في مجال الطاقات المتجددة أكد جون رومي، مدير التغيرات المناخية بمجموعة البنك الدولي، أمس الأربعاء بنيويورك، أن المغرب أضحى، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رائدا عالميا يقدم نموذجا متميزا في مجال الطاقات المتجددة. وقال رومي إنه "في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضحى المغرب رائدا على الصعيد العالمي في مجال الطاقات المتجددة. ويقدم نموذجا متميزا في ما يتعلق بكافة أشكال الطاقات النظيفة وكذا التشريعات ذات الصلة". واعتبر رومي، الذي شارك في جلسة إلى جانب الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة والمبعوثة الخاصة لكوب 22 حكيمة الحيطي، ووزيرة البيئة الفرنسية، رئيسة كوب 21، سيغولين رويال، والأمين التنفيذي للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ باتريسيا اسبينوزا كانتيانو، أن المشروع الضخم نور ورزازات يعتبر من ضمن المراكز الأكثر "إثارة للإعجاب" في مجال الطاقة الشمسية المركزة. وبالنسبة لرومي، فإن المملكة تعد أيضا "نموذجا لبلد أرسى مقاربة شاملة في مجال التغيرات المناخية من خلال اعتماده منذ زمن بعيد على ترسانة من القوانين الأكثر تقدما في ميادين تدبير الموارد المائية والفلاحة". من جهة أخرى، اعتبر المسؤول بالمؤسسة المالية الدولية أن مؤتمر كوب 22، الذي سينعقد من 7 إلى 18 نونبر المقبل في مراكش، سيكون حدثا عالميا "جد مهم" لكونه سيؤدي إلى نتائج ملموسة، مشيدا بمبادرات المملكة في إشارة إلى استراتيجيتها المنفذة بالقارة الإفريقية. وخلال هذه الجلسة، التي نظمت على هامش الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكدت الحيطي أن كوب 22 سيكون مؤتمر العمل وإظهار للعالم بأن الثقة والتضامن التي أطلقها اتفاق باريس ستتواصل. وبالنسبة للوزيرة، فإن تظاهرة مراكش ستمنح دفعة قوية للتضامن وتقدم إجابات لفائدة البلدان الأكثر هشاشة للتغيرات المناخية من خلال تخصيص أموال للمشاريع التي توفر حلولا ملموسة في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والولوج إلى الماء الصالح للشرب بكيفية تتيح "استقرار" المهاجرين الذين يتدفقون في كافة أرجاء العالم. وشددت على ضرورة ضمان تجانس السياسات لتشجيع القطاع الخاص على الانخراط أكثر في مثل هذه المشاريع، وتكريس المزيد من الأموال للابتكار، الذي يعتبر المحور الرئيسي لأجندة كوب 22. وأكد المتدخلون على الحاجة الملحة لتنفيذ اتفاق باريس الذي يعكس التزاما جماعيا من قبل المجتمع الدولي لمواجهة التغيرات المناخية من أجل رفاهية الإنسانية. كما اعتبر المتدخلون أن أهداف التنمية المستدامة ال17 ، التي اعتمدها المجتمع الدولي منذ سنة، لها علاقة وثيقة بأجندة المناخ، مبرزين أن هذه الأهداف لا يمكن بلوغها دون التوصل إلى الحد من آثار تغير المناخ.