حظي الباحث الأمريكي، مارفن كارلسون، بتكريم خاص، اليوم الخميس بطنجة، خلال افتتاح الدورة ال12 للمهرجان الدولي للفنون المشهدية الذي يقام تحت شعار "المنعطف السردي في المسرح : عودة فنون الحكي". وأبرز المتدخلون خلال الجلسة الافتتاحية للمهرجان، الذي ينظمه المركز الدولي لدراسات الفرجة، دور مارفن كارلسون، الذي فاز بالعديد من الجوائز الدولية، كجائزة "جورج جان ناثان" و"وإدغار روزنبلوم"، في تطوير فنون التمثيل، وتعزيز مجالات المسرح والأدب المقارن وإشعاعهما. وأكدوا أن هذا التكريم يعد اعترافا بدور مارفن كارلسون في إبراز الإنجازات المسرحية العربية في المحافل الدولية، من خلال ترجمة عدة نصوص للمسرحيين العرب، من بينهم على الخصوص المرحوم الطيب الصديقي، وعبد القادر علولة، وفاطمة غالير، وجليلة بكار، إلى جانب الإشراف على عدة أطروحات تتعلق بالمسرح العربي. وقد ألف مارفن كارلسون، مؤسس مجموعة عمل المسرح العربي التابع للفدرالية الدولية للبحث المسرحي، أكثر من مئة مقال علمي و14 كتابا، من بينها كتب حول المسرح العربي، خاصة "أربعة عروض مسرحية من شمال إفريقيا"، و"أوديب العربي" و"مسارح المغرب والجزائر وتونس" التي كتبها بتعاون مع خالد أمين إذ تعد مرجعا للباحثين على الصعيدين الوطني والدولي في مجال الإنجازات المسرحية بالمغرب العربي. وفي هذا الصدد، قال مدير المركز الدولي لدراسات الفرجة، خالد أمين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التكريم يهدف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي قام به مارفن كارلسون في نشر ثقافة المسرح العربي على الصعيد الدولي، وإبراز إسهاماته في تعزيز إشعاع الحقل المسرحي، مشيرا إلى أن المهرجان كرم في دوراته السابقة أسماء كبيرة مثل حسن منيع ومحمد الكوتي وثريا جبران وعبد الحق الزروالي. وفي هذا السياق، أكد المسؤول أن هذه الدورة، التي يتم تنظيمها بدعم من وزارة الثقافة، تروم مناقشة بعض التعقيدات المتعلقة بفنون الفرجة في المسرح والرقص المعاصر، والدفع بمزيد من الاهتمام بأحداث السرد التي تغزو مجال المألوف، والتي أصبحت واضحة جدا في السياقات العربية والإسلامية. من جانبه، أشار المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد الثقال، إلى أن هذا الحدث الثقافي يروم استحضار الذاكرة الانسانية المشتركة، وتعزيز قيم التعايش والتحاور والاطلاع على التنوع والخصوبة في مجالات الفرجات الحية، وإبراز المميزات النوعية للعطاء المسرحي الدولي كمكون هام من مكونات التسامح وانفتاح الحضارات على بعضها البعض. وأوضح أن اختيار مدينة طنجة لاحتضان المهرجان يعود لرمزيتها المعمارية والطبيعية والانسانية كأرض منفتحة على الحضارات ومستوعبة لشتى الثقافات، والمشكلة عبر التاريخ نقطة لقاء بين الأفكار والأعراق في إطار تعايش حضاري وثقافي وديني، مضيفا أن هذا الحدث يروم إغناء الثقافة المغربية وتطوير التجربة المسرحية وتقريب الجمهور المهتم والواسع مما تتمخض عنه الخشبات العالمية من مستجدات فنية، بالإضافة إلى تبادل التجارب بين المسرحيين والأكاديميين المغاربة ونظرائهم العرب والأجانب. وتخلل حفل الافتتاح تقديم مسرحية "شوكة" لمجموعة أكون للفنون، و"لوبان" لمجموعة (أونكور)، و"الصحف" من أداء سارة مولينا. كما يتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية تقديم ثلاثة عشر مسرحية من أداء فرق من المغرب والجزائر وإسبانيا وإيران وفرنسا، وعرض فيلم وثائقي "نحن لسنا أرقاما" لمروة مهدي (مصر)، وفيلم "أنا امرأة، أنا" لمجموعة (لورمونيز) من فرنسا، وعرض مؤلفات في مجال المسرح، وكذا أحدث منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة من تأليف أنس لكحل وحليمة البوخاري وبوسرحان الزيتوني. وسيتم تنظيم مناظرة دولية تكريما للباحث الأمريكي مارفن كارلسون، تحت شعار "الرواية ومقاربة النوع الاجتماعي : ما علاقة؟"، وورشات حول الأداء الفني، فضلا عن مداخلات نخبة من الباحثين والخبراء المغاربة والعرب والأجانب في مجال النقد والبحث المسرحيين.