كان تونسيان سبب افتضاح أمر غيني مقيم بالمغرب. فصحوة ضمير أبناء قرطاج في آخر لحظة، جعلتهما يعترفان من تلقاء أنفسهما لشرطة مطار محمد الخامس، أنهما كانا مشروع «حمالة» لكمية من «الغبرة» لفائدة شاب إفريقي يدعى «أليكس» نظير مبلغ مالي مهم بعملة الأورو. هذا الاعتراف الخطير، قاد الفرقة الجنائية الولائية بالدار البيضاء إلى تتبع خيوط شبكة دولية متخصصة في ترويج الكوكايين، تجلب بضاعتها جوا من البرازيل والمرور المؤقت بالبرتغال، ثم القدوم إلى المغرب عبر بوابة مطاره الدولي لتوزيع هذه المخدرات الثمينة بالسوق الداخلية. المعلومات التي قدمها التونسيان «التائبان»، كانت كافية للوصول إلى هوية المروج الغيني، الذي اتخذ من إحدى الشقق الفاخرة بحي بوركون مسكنا له بسومة كرائية قدرها 7 آلاف درهم شهريا. كما حول هذا المنزل إلى مخزن لشحنات الكوكايين ومقرا سريا لإدارة تجارته الممنوعة. معرفة «البزناس» الدولي وعنوان مخبئه، سهلت على الشرطة الولائية تنفيد عملية مفاجئة أول أمس الأحد لمداهمة وكره، حيث ألقي القبض على المبحوث عنه، بالإضافة إلى العثور على حوالي 2 كلغ من الكوكايين، قدرت مصادر أمنية قيمتها بما يناهز مليار ،600 مليون سنتيم. الشاب الإفريقي ذو 28 سنة من العمر، الذي يعتبر «رأس الحربة» للشبكة الدولية المتخصصة في الاتجار بالكوكايين، كان يملك حاسوبا ومجموعة من الهواتف النقالة وحوالي 13 شريحة للذاكرة تخص عدد من شركات الاتصالات بأمريكا وأوربا وآسيا وإفريقيا. المروج الغيني المدعو «كامارا» في وثائقه الرسمية، كان يحمل الاسم المزور «أليكس»، حيث بينت التحقيقيات أنه دخل المغرب بصفة غير رسمية منذ 2009، وظل يمارس الاتجار في المخدرات القوية عبر إدخالها عن طريق «حمالة» يهربونها في أحشائهم في شكل كبسولات، حيث يسافرون جوا من بعض دول اللاتينية مرورا بشبه الجزيرة الإبيرية، ثم القدوم إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. الكميات المتوصل بها من خام مخدر الكوكايين، كان يتم مجزها بمسحوق بعض الأنواع من الأقراص الصيدلية، ثم تروج بثمن 1000 درهم للغرام الواحد. التحقيقيات الجارية توصلت أيضا إلى هوية أحد شركاء المروج الغيني، وهو شاب آخر إفريقي من جنسية مالية، مازال في حالة فرار، بينما تواصل الفرقة الجنائية الولائية تحريات وأبحاثها عن متورطين ضمن الشبكة الدولية، التي بدأ بعض أفرادها يسقطون تباعا منذ عدة شهور، منهم أفارقة وتونسيين، كان آخرهم الغيني «أليكس»، الذي يعد صيدا ثمينا وقع مثل «الجمل بما حمل» في انتطار وقوع من كانوا يسيرون معه ضمن «قافلة» ترويج كوكايين أمريكا اللاتينية بالمغرب،